لقد عشت أستاذي حياة حافلة بالأحداث والإنجازات والمكتسبات والنجاحات. نسأل الله العليّ القدير أن يشفيك ويبقيك، لتمنحنا من تجاربك وذاكرتك وآرائك، بعضاً من ضوء الماضي، لينير لنا طريق المستقبل، نسأل الله الشافي المعافي الذي يكفي أن يقول للشيء كن فيكون، أن يشفيك ويعافيك، وأن يلهمك الصبر والمقدرة، لتجاوز هذا الابتلاء.
Yaser Yousef
قُرّاء أعتزّ بآرائهم



وتأبى أخلاق أميراتنا إلا أن تنشر عبقها من حولنا، فقد أتحفتنا البارحة
قصة وتجربة رجل شجاع، الراوي شخص غالي وعزيز على قلبي، ويحتل مكانة كبيرة فيه، كيف لا؟ وهو والد زوجي العزيز وجد أولادي. 








مرحباً أبو علاء، ما كتبت وما نقرأه على موقعكم الآن لست أدري وصدقني إذا فتحت على أي موضوع من كتابتك لن أنسحب بحريتي قبل ساعة من القراءة، ولن تفارقني ضحكتك التي أعهدها بعلاقاتي معكم ولقاءاتي دائماً، فأتخيلك كأنك جالس معي وجهاً لوجه وأكون أبتسم، وبعض الحالات ينتبه إليّ أحد من الأهل، فيسألونني ماذا تقرأ؟ فأقول: اسمعوا… الآن أحاول أن أواسيك، ولكن صدقني أنت تواسي نفسك بثقتك العالية وبكتابتك عن مرضك. قصتك مع المرض تصلح أن تكون فيلماً لأنك تسردها من الألف إلى الياء وبالصور والبث المباشر. أحيي فيك هذه الروح والمعنويات العالية وتمنياتي لكم بالشفاء العاجل، وربنا يبعد عنك المرض ويشفيك، دير بالك وبلا هالسجاير، تحياتي لكم وللشباب جميعاً. 

ها هو اليوم الأول دون دخان ينقضي. لا أنكر أنني لم أحنّ إلى سيجارة تملأ سمومها رئتاي المنهكتين، إلا أن شعوراً بالاشمئزاز كان يراودني، بل ويجتاحني، كلما تذكرت أن هذه السيجارة اللعينة كانت سبب ما أنا فيه الآن، ويمر بي شريط الذكريات عندما كنت أقرأ ما يُكتب على علب السجائر، وأعتبرها مجرد مبالغات عربية نستخدمها عند اللزوم، فأجدادنا كانوا من جهابذة المدخنين، ولم يٌصب أي منهم لا بسرطان ولا حتى بانفلونزا، أو هكذا كنت أقنع نفسي على الأقل. 

استيقظت في الثالثة فجراً على صوت جلبة خلف الستار، فالمريض يئن وأحد مرافقيه يسعل أكثر منه، والممرضون ذهاباً وإياباً يحاولون إقناعه البقاء على السرير، وهو مُصرٌ على النوم معلقاً، وأحد مرافقيه مستمر بإدارة أعماله عبر الهاتف بصوت مرتفع، فيأمر بتحريك هذه السيارة، ويوعز بنقل تلك البضاعة. طبعاً لم تفلح محاولاتي بالعودة إلى النوم بعد هذه الجيرة المزعجة، فأمسكت جوالي أتفحص من خلاله العالم الافتراضي وأجول في شبكات التواصل الاجتماعي إلى أن اقترب شحنه من الانتهاء فأرسلت إلى عائلتي أطلب منهم إحضار شاحن الجوال، إلا أنهم كانوا قد دخلوا المستشفى، جالبين معهم طعام الإفطار. 
