
ما أن تدخل أرض جمهورية مصر العربية حتى تجد نفسك قد تحولت (بقدرة قادر) إلى (باشا) مرة واحدة، وسيلازمك هذا اللقب بمجرد دخولك أرض المطار وحتى تخرج منه وما أن تركب التكسي حتى تجد من يفتح لك الباب ويقول لك (تفضل يا باشا نورت مصر) وما أن تصل إلى باب الفندق حتى تجد هناك من يفتح لك باب السيارة ويقول لك (نورت مصر يا باشا) وما أن تدخل هذا الفندق حتى تجد (جوقة) كاملة تناديك بالباشا وعندما تدخل المطعم تجد هناك من يجعلك باشا عند الدخول وعند الخروج وعندما تذهب إلى الأماكن السياحية تجد نفسك قد تحولت إلى باشا وإذا مشيت في الشارع العام تجد نفسك باشا.










وأخيراً لا بد من توجيه السؤال إلى كل رئيس أو قائم على أمور الناس فى الشركات والمؤسسات والدوائر التى تضم بداخلها مثل هذه الفئة من الناس: أين أنتم من كل هؤلاء المتملقين الذين أصبحوا يسيطرون على الوظائف؟ويُقْصون الأبرياء والشرفاء تحت ستار الحرص على العمل؟ويحظون بالترقيات وزيادة الرواتب دون غيرهم؟فهل أصبحتم لا تميزون بين أولئك الأنقياء أصحاب المبدأ والعطاء والإخلاص فى العمل وبين أصحاب الابتسامات الصفراء الذين تسربت سموم التملق إلى دمائهم وجرت في عروقهم؟ وهذا مردّه لأنكم أصبحتم تهتمون فقط بالقالب الذى يقدم فيه العمل دون التقصي والاهتمام بجوهر العمل نفسه ولا تعنيكم التفاصيل لا بل أصبحتم تستمعون باهتمام شديد الى كل ما يأتى اليكم من وشايات فى مكاتبهم المكيفة المفروشة دون أن تكلفوا أنفسكم سماع الطرف الآخر وأصبحتم كذلك تدعمون المتملقون وأنتم تعلمون علم اليقين أن مثل هؤلاء لا يصلحون للعمل حتى أصبح الموظف الذى لا يبتسم بمجرد رؤيته للمدير يدخل فى زمرة المغضوب عليهم ويوضع ضمن القائمة السوداء.









































