الخميس 18/8/2016

في الصباح الباكر استيقظنا مبكراً لنشرب القهوة ونسبق العصافير والطيور إلى قطف التين (الزراقي) من تينتنا الموجودة في الحديقة. بعد ذلك بدأت في تنظيف حديقة المنزل وساحاته وتقليم أشجاره حتى بدأ الأقارب يتوافدون علينا -مشكورين- والذين اندهشوا من وجودنا دون سابق إنذار حتى أن منهم من كان يتفحصني من أعلى رأسي إلى أسفل قدمي خِلسة ليرى آثار المرض دون أن يشعرني بالحرج، بل منهم من أقسم أنني أبدو هذه المرة أفضل صحة من المرات الماضية! لا أدري إن كان ذلك مجاملة أم هذا ما رأوه فعلاً.
الجمعة 19/8/2016

في الصباح الباكر انطلقنا إلى بيت ابن عمي أبو العبد في خربة قيس (مسقط رأسي) لتناول طعام الفطور المكون من خبز القمح والمعجنات والمناقيش المصنوعة من الزيت البلدي والزعتر البري والمخبوزة على نار الحطب، تلاه طبقاً من التين (الخروبي) وبعد تناول ذلك الفطور أخذنا أبو العبد في سيارته في نزهة إلى مزارع الزيتون القريبة ومن ثم أعادنا ظهراً إلى بيتنا في سلفيت لأخذ قسط من الراحة فنحن على موعد مع ابن خالتي أبو علي لتناول طعام الغداء في خربة قيس ثانية وبعد الغداء قدم لنا أبو علي التين (الخرطماني) والعنب (السلطي) ثم أعادنا في سيارته إلى بيتنا في سلفيت.

اختار أبو علي لنا أكلة الزرب مؤكداً أن هذه الأكلة لا تقدم إلا إلى الأحباب الغاليين وأتبع كلامه قائلاً: وأنتم بالنسبة لنا من أغلى الغاليين على قلوبنا. وهذه الأكلة القديمة الجديدة كانت قد اندثرت مع ما اندثر من أكلات الماضي لكنها عادت إلينا بقوة وأصبحت حفرة الزرب ركناً أساسياً يجب أخذها بعبن الاعتبار عند تصميم البيت. في المساء تدفق علينا الزوار وبقوا في ضيافتنا حتى ساعة متأخرة من الليل لأذهب بعدها في جولة مسائية مشياً على الأقدام حول البلدة.
السبت 20/8/2016

في صباح هذا اليوم، سافر بهاء إلى عمان ليلتحق بعمله في جدة بالمملكة العربية السعودية، وقضينا بقية اليوم في تنظيف الحديقة، وتقليم أشجارها، وأول ما بدأنا به تقليم شجرة التين، وإعادة هيكلتها من جديد بعدما هرمت، ومنها انتقلنا إلى باقي الأشجار، وفي المساء استقبلنا زوارنا المقربين. بعد يومين من زيارتنا لفلسطين، أصبحت أشعر أن لدي الكثير الكثير لأنجزه، وأن الأرض والشجر يحتاج إلى من يرعاه، تماماً كبني البشر.
الأحد 21/8/2016

عاد علاء من رحلة عمل إلى السعودية وفور عودته إلى عمان اتفق مع إخوته على أن لا يتركونا في فلسطين وحدنا فتطوّع علاء أن يلحق بنا وعلى الفور تحرّك من عمان بسيارته بحدود السابعة مساءً وبما أننا في منتصف فصل الصيف فقد كانت الحركة على الجسر في تلك الفترة تشهد أزمة حادة، وعلى الرغم من ذلك تمكن من الوصول إلى سلفيت الساعة الثانية فجر الاثنين بعد أن فقد هويته الفلسطينية على الجسر.
الإثنين 22/8/2016

كانت معظم تحركاتنا في هذه الرحلة مفاجئة؛ فجميع من حولنا يعرفون أن بهاء هو الذي معنا في سلفيت لكن من رأوه اليوم معنا هو علاء فاحتار الكبار واختلط الأمر على الصغار. وفي هذا اليوم أيضاً راجع علاء الجهات الامنية الفلسطينية في سلفيت لاستصدار هوية جديدة بدل الهوية التي فقدها بالأمس على الجسر لكنه نسي أن يأخذ معه جواز سفره فقام على الفور ابن عمي زكريا بتوصيل الجواز له لدى دائرة الاحوال المدنية وقد استطاع علاء أن ينجز هذا الموضوع قبل الظهر وبمساعدة مشكورة من ابن خالتي أبو علي.

عصر هذا اليوم اتصل أصدقاء لعلاء من الخليل فور علمهم أننا في فلسطين لترتيب زيارة للسلام علينا والاطمئنان على صحتي، إلا أن الاقدار شاءت أن يُعكس الترتيب فيستضيفونا في خليل الرحمن، فهي من المدن المظلومة لبعدها عنا حيث لم أتمكن من زيارتها إلا مرتين الأولى وأنا في المدرسة والثانية مع صديقي المرحوم عبدالمجيد الصرفندي في سنة 2000. وعلى الرغم من سعادتي للذهاب في هذه الرحلة، إلا أن زوجتي تملّكتها مشاعر الخوف من جنود الاحتلال المنتشرين على طول الطريق وداخل المدينة، لكن لم تفلح محاولاتها بإثنائنا عن السفر في اليوم التالي.
الثلاثاء 23/8/2016

كان يوم الخليل من الأيام المميزة في الرحلة إلى فلسطين، فما لقيناه من حفاوة الاستقبال من أصدقاء علاء ومحاولاتهم الجاهدة لإكرامنا كان محل سعادتنا، حيث طافوا بنا على أغلب مناطق الخليل رغم ضيق الوقت كما زرنا القصر الصيني في خاراس وتناولنا الغداء في مطعم أبو مازن أحد أشهر المطاعم في الخليل ثم أصر مضيفونا مشكورين على توصيلنا إلى رام الله عصر اليوم لزيارة منزل عديلي ومنه انطلقنا جميعاً إلى سلفيت متعبين تعباً مميزاً.
الأربعاء 24/8/2016

صباح هذا اليوم انطلقنا بالتنسيق مع ابن عمي زكريا لزيارته والعائلة في منزله في خربة قيس، ومن ثم اصطحبنا بسيارته أنا وزوجتي وعلاء لرؤية بيت العائلة القديم (مرتع الصبا)، كما زرنا مجموعة من المعالم القديمة، والتي تحمل ذكريات عمرها أكثر من خمسين عاماً، حيث عاد بي شريط الذكريات إلى أيام الطفولة بكل ما تحمله من مشاعر. وما أن انتهينا حتى عاد بنا ابن عمي إلى بيتنا في سلفيت، حيث كنا على موعد مع لفيف من الأهل والأقارب للسلام علينا وتوديعنا.
الخميس 25/8/2016
