
بعد الإحتلال الصهيوني البغيض للضفة الغربية سنة 1967 كان قد خرج نصف سكان قريتنا تقريباً من بيوتهم واتجهوا شرقاً إلى الأردن وكان منهم من إستقر هناك ومنهم من تابع رحلته إلى دولة الكويت ولم يبق في القرية غير بعض السكان القلائل الذين يعيشون في بيوت متباعدة عن بعضها البعض لهذا لم يلتفت لها العدو الصهيوني ولم يطبق عليها ما كان يطبقه على غيرها من القرى المجاورة من منع تجول أو تفتيش أو مداهمات ليلية.

وكان في إحدى القرى المجاورة لقريتنا شخص (مجنون) يرى بأم عينيه ما يفعله العدو الصهيوني من منع تجول في قريته لكنه لم يكن يدرك ما يفعله الصهاينة في أبناء قريته فأراد تقليد هذا العدو الصهيوني على أرض الواقع فاختار قريتنا لتكون مسرحاً وملعباً له يلعب فيها كما يشاء وفي يوم من الأيام خطر في بال هذا المجنون أن يحمل في يده بندقية ألعاب أطفال ويدخل بها إلى قريتنا ويعلن منع التجول فيها وهكذا كان قد فعل فاحتار الناس في أمره لكن الجميع كان قد إمتثل لأوامره ظناً منهم أن هناك في الخفاء من يساعده.

ومضت الساعات ولم يظهر أحد غيره في القرية فشك أهل القرية في أمره وقاموا على الفور بإرسال أحدهم (المرحوم فؤاد عبود) إلى مخفر سلفيت للتبليغ عنه لكن ما كان يقوم به هذا المجنون من حركات بهلوانية جعلت أهل القرية يشكّون في سلامة عقله وبعد أن تأكدوا من ذلك تجمعوا وأطبقوا عليه الخناق وبعد أن أمسكوا به وجدوه رجل على باب الله لا في العير ولا في النفير فأخذوا منه بارودته فوجدوها بارودة ألعاب للأطفال وعلى الفور نادوْا على المرحوم فؤاد الذي كانوا قد أرسلوه للتبليغ عنه في مخفر سلفيت ليعود وعندما سألهم المرحوم فؤاد: لماذا أعود؟ فقالوا له:إن صاحبنا لمجنون.
