
كان لأعرابي أبناء ثلاثة، أسماهم جميعاً عبدالله، وعندما حضرته الوفاة نظر إلي أبنائه الثلاثة وقال: عبدالله يرث وعبدالله يرث وعبدالله لا يرث وخرجت روحه على الفور، فأصبح كل عبدالله منهم ينوء بنفسه عن من لا يرث واحتاروا في أمر عبدالله الذي لن يرث، فقرروا أن يستفتوا أحد القضاة في ذلك فذهبوا إلي قاضي من قضاة المدينة المنورة وعندما دخلوا على هذا القاضي قال لهم: ما قضيتكم يا أولادي؟ فقال أحدهم: قضيتنا يا سيدي أن أبونا كان قد سمّاني عبدالله وأخي هذا سمّاه عبدالله وأخي هذا فسمّاه أيضاً عبدالله وعند موته قال: عبدالله يرث وعبدالله يرث وعبدالله لا يرث وأصبحنا في حيرة من أمرنا في من يرث ومن لا يرث.

استغرب القاضي ما سمعه من الأخوة الثلاثة وقال لهم: قضيتكم يا أولادي تختلف عن كل القضايا التي مرّت عني وهي بحاجة إلى تدقيق وتمحيص أكثر من غيرها لهذا أنتم ستكونون ضيوفي في هذه الليلة وتنامون عندي في بيتي، وبعد أن تُصلّون الصبح تأتون إلي دار القضاء لنحل لكم مشكلتكم هذه، وأرسل قبلهم عيناً كي يسمع ماذا يتحاورون فيما بينهم. وعندما أدخلهم القاضي دار الضيافة وقبل أن يرسل لهم طعام العشاء وإذا بأحدهم يقول لإخوانه: إنتبهوا جيداً إن عيناً تتجسس علينا في هذا البيت.

وبعد بضع ساعات قدم الخادم إلى مكان إقامتهم ومعه طعام العشاء الذي كان يحتوي على اللحم والخبز والمرق وما أن وضعه الخادم أمامهم حتى مدّ الولد الأول يده ليأكل من هذا الطعام وإذا به يقول منبهاً لإخوته: انتظروا فلا تأكلوا من هذا اللحم لأنه لحم كلب ونظر الولد الثاني الي أرغفة الخبز المرافقة للطعام وقال: إن المرأة التي خبزت هذا الخبز هي إمراة حامل في شهرها التاسع أما الولد الثالث فقال: والقاضي الذي سيقضي بيننا هو ابن حرام.

وفي الصباح صلّوا صلاة الصبح ثم دخلوا على القاضي وكانت العين التي كانت تتجسس عليهم قد نقلت للقاضي ما دار بين الأخوة من أقوال فقال لهم القاضي: قبل أن نبدأ بحل قضيتكم عليكم أن تجيبوني على ثلاثة أسئلة أولها: ما الذي جعلكم تقولون عن اللحم الذي قُدّم لكم أنه لحم كلب؟ فردّ عليه الولد الأول وقال: أيها القاضي إن اللحم الذي نأكله في العادة يبدأ بالعظم ثم اللحم ثم الشحم أما ما قدم لنا من لحم فكان يبدأ بالعظم ثم الشحم ثم اللحم فعلمت أن هذا اللحم هو لحم كلب فنادي القاضي على الطباخ وقال له: ماذا طبخت لهم بالأمس؟ فقال له الطباخ: بعد أن كلفتني يا مولاي بإعداد الطعام تأخر قطيع الأغنام في المرعى ولم أجد غير كلب بجانبي فذبحته لهم.

وأضاف القاضي أما سؤالي الثاني لكم: كيف عرفتم أن المرأة التي خبزت أرغفة الخبز المرافق لطعامكم حاملاً وفي شهرها التاسع؟ ققال له الولد الثاني: لقد وجدت أن الأرغفة منتفخة من جهة واحدة فقط، والمرأة في شهرها التاسع تكون بطنها أمامها، فلا تستطيع أن تميل يدها في الفرن لتدير الرغيف حتي يستوي من جميع جوانبه، وفي الحال سأل القاضي عن من خبزت خبز العشاء؟ فقالوا له أن من خبزت العشاء هي أم فلان وهي حامل في شهرها التاسع.

وأما سؤالي الثالث لكم: من الذي قال عني (والعياذ بالله) بأنني لست إبن حلال؟ فقال له الولد الثالث: أيها القاضي إن ضيوفاً حلّوا على قاضي عدل مسلم ليتحاكموا ويتقاضوا بين يديه في قضية تشغل ثلاثتهم، ثم يقوم هذا القاضي ويرسل عيناً تتجسس عليهم فيما يقولون ويفعلون في الليل والنهار، لا يعملها إلا قاضي ابن حرام وفي الحال دخل هذا القاضي على أمه فأقرّها بما كان قد سمع منهم فأقرّت له بذلك واعترفت بما كانت قد فعلته في الماضي البعيد.

سبحان الله ولكن ماذنب هاؤلاء … انهم اتو على انيا بخطيئة والديهم
إعجابLiked by 1 person
هي حال الدنيا لا بد من وجود ظالم ومظلوم!
إعجابLiked by 1 person
يا أخي الظلم يحرق القلب ويحبس الأنفاس بداخل الصدور حتى من شدة ألم الظلم البعض يفارق الحياة في حينها
إعجابLiked by 1 person