طلب مني السيد أسامة طه تأكيد الصداقة بيني وبينه على الفيسبوك دون أن يكون بيننا سابق معرفة شخصية وبعد أن أكدت صداقته فتحت على صفحته وعندما شاهدت صورته الشخصية وجدتها صورة طبق الأصل عن والده المرحوم حسن أحمد خالد (أبو طارق) وعلى الفور عادت بي الذاكرة إلى أكثر من نصف قرن كان قد مضى عندما كان والد أسامة صديقاً لأخي الأكبر المرحوم محمد حسين عبود (أبو حسين) فهم من جيل واحد وزملاء دراسة حتى الصف التاسع أما أنا فكنت أصغر منهم سناً بخمس سنوات على الأقل.

وكان الشباب الذين هم أكبر مني سناً في ذلك الوقت ومنهم أبو طارق وأبو حسين يُحضّرون أقواسهم لصيد العصافير سلفاً قبل أن يحل موسم التين والعنب وبعده القبّار بشهر واحد على الأقل وكان أبو طارق يملك أقواساً كثيرة مثله مثل باقي شباب القرية في تلك الأيام لكنه كان يزيد عنهم بأنه يملك قوساً كبيراً جداً فوق العادة كان قد جهزه له والده ويسمى بلغة هذه الأيام (ملك) الأقواس لو صح التعبير.

وفي أحد أيام الصيف اتفق أخي أبو حسين وصديقه أبو طارق أن يذهبا معاً للصيد صباحاً بعد أن جهز كل منهما أقواسه فطلبت منهم أن يسمحوا لي بمرافقتهم وبعد جهد جهيد وبتدخل شخصي من أبو طارق سمحوا لي بذلك وتوجهنا ثلاثتنا إلى منطقة بير المرج وعلى الفور قاما بنصب أقواسهما على شجر التين الموجود بكثرة هناك وعادا ليجلسا تحت شجرة زيتون كبيرة فوق نبع بير المرج وأخذا يلعبان الشدة معاً (الباصرة) لعبة تلك الأيام.
