
كان الصندوق المصنوع من الخشب من أهم مستلزمات العروس في أوائل أربعينات القرن الماضي عندما تزوجت أمي من أبي وفي يوم (الكسوة) ذهب وفد مكون من أقارب الدرجة الأولى لكل من أمي وأبي رجالا ونساءاً إلى مدينة نابلس (مشياً) على الأقدام عن طريق (وادي الشاعر) وكان من جملة ما اشتروه لها هذا الصندوق فحملنه نساء الوفد على رؤوسهن من نابلس إلى خربة قيس ليكون هذا الصندوق أغلى ما تملكه أمي في ذلك الوقت وكان هذا الصندوق بمثابة غرفة نوم في زماننا الحاضر فكانت أمي تضع فيه كل الأشياء التي كانت تحرص عليها وكانت تغلقه بالمفتاح وتعلق المفتاح في رقبتها ليلا نهاراً.

وبقي هذا الوضع على ما هو عليه إلى أن قررا أبي وأمي أن يستبدلوا بيتهم الطيني المسقوف بالخشب (السقيفة) ببيت من الحجر سقفه عقد ولتقليل التكاليف الباهظة في ذلك الوقت إستعد أبي أن يقطع الحجارة بيديه من المحجر ولا يشتريها من المحجر واستعدت أمي أن تحضر كل ما يلزم هذا العقد من مواد مساعدة وهكذا كان فقد استطاعا أن يبنيا هذا البيت بأقل تكلفة ممكنة وبالرغم من ذلك فقد لحق بهم بعض من الدين ولم يستطيعا أن يركبا له باباً لقلة ذات اليد فتركوه بدون باب.
