عـبـيـد الـعـرب

قلت:لكننا نحن العرب الأمة الوحيدة بين كل الأمم التي يقتل عبيدها أحرارها وهم أحياء!.
قال:وما دليلك على ما تقول به؟.
قلت:عندما رأى العبد أبو المسك كافور الإخشيدي شاعرنا العربي العظيم أبو الطيب المتنبي لأول مرة لم يعجبه أن يعيش في مصر كلها رجل حرّ غيره!لكنه لم يعدمه مثل ما فعل كسرى في بزرجمهر بل قتله وهو حيّ!.
قال:لم أفهم شيئاً مما قلت!أيعقل أن يُقتل الإنسان وهو حيّ؟.

قلت:نعم يا صديقي يقتل الإنسان وهو حيّ عندما يُجبر هذا الإنسان على تغيير موقفه إلى نقيضه بسرعة هائلة!عندها يفقد هذا الإنسان مصداقيته عند الناس فكأنه مات حيّاً!.
قال:وماذا فعل أبو المسك كافور الإخشيدي بأبي الطيب المتنبي؟.
قلت:أجبر أبو المسك كافور الإخشيدي أبا الطيب المتنبي على أن يمدحه ويهجيه في نفس الوقت!مما جعل شاعرنا أبو الطيب المتنبي يفقد الكثبر من مصداقيته أمام الناس!.

قال:وما يدريك أن أبو الطيب المتنبي هذا رجل وصوليّ غايته تبرر وسيلته؟.
قلت:هذا ما كان قد أراده أبو المسك كافور الإخشيدي بالتمام والكمال!فقد أراد من فعلته تلك أن تتهم النفوس الكبيرة في مجتمع العبيد كي يبقى الجميع عبيداً إلى الأبد!.
قال:دعنا الآن من التاريخ القديم وأحداثه!فأنا أتكلم عن العصر الذي نحن نعيش به الآن فعصرنا الحالي يخلو من أمثال أبو الطيب المتنبي وأبو المسك كافور الإخشيدي!.
