قال:السعادة عندي أن تحصل على كل ما تريد وقتما تريد.
قلت:حتى ولو أغضبت الله أثناء حصولك على ما تريد؟.
قال:بعد أن أحصل على كل ما أريد وما تشتهيه نفسي من ملك الغير أستغفر الله لي ولهم وأقوم بعدها باستغفال من أستطيع استغفاله من الناس المغفلين وأشتري منه قطعة من أرضه وأبني فوقها مسجداً كبيراً وأسميه باسمي وبهذا أكون قد فرضت على الناس أن يتداولوا اسمي بالخير شاؤوا أم أبووا ثم بعد ذلك أقوم بتأدية مناسك العمرة لله تعالى في شهر رمضان المبارك بعدها سأعود كما ولدتني أمي وأكون بذلك قد فرضت على الناس تداول إسمي بينهم بالخير بموافقة ربي.
قلت:حتى ولو أغضبت الناس أثناء حصولك على ما تريد؟.
قال:بعد أن أحصل على كل ما أريد أدعو من غضب مني من هؤلاء الناس إلى منسف كبير فيصبح لي من الشاكرين.
قلت:حتى ولو غضبت منك نفسك أثناء حصولك على ما تريد.
قال: أنا متفق مع نفسي منذ البداية على أن الغاية تبرر الوسيلة.
قلت:إعلم يا صديقي أن السعادة لها ثلاثة أركان مجتمعة كي تصنعها الأول رضا الله تعالى والثاني رضا النفس والثالث رضا الناس.
قال:رضا الناس غاية لا تدرك لهذا فلن تكتمل السعادة عند أحد.
قلت:أحسنت فالسعادة إذن هي هرم قاعدته رضا الله وجدرانه رضا النفس وقمته رضا الناس.
قال:إذن لكل إنسان في هذه الدنيا هرمه الذي يبنيه ليأويه.
قلت:على قدر أهل العزم تأتي العزائم.
قال:لقد تحققت أمانيك القديمة كلها فهل لك من أماني جديدة لا زلت تود تحقيقها قبل أن تفارق هذه الحياة؟. قلت:لم يبق شيء أطلبه أو أتمناه بحمد الله فرسالتي وصلت ولم يبق لي إلا أن ألتقي في بقية الزملاء الذين فارقوا هذه الحياة.
قال:أنا لم ألتق بك منذ زمن بعيد وفي جعبتي لك الكثير من الأفكار لهذا فقد أطلت عليك في هذه المكالمة وأردت أن أحادثك بما هو عندي قبل أن نلتقي ثانية كما التقينا لأول مرة.