الأولاد من زينة الحياة الدنيا


301801_237263793043680_1612398958_n
عندي ثلاثة أولاد علاء وبهاء وضياء على الترتيب 

قال: دعنا من الناس ومن مشاكلهم الآن  فمشاكل الناس لن تنتهي واتركنا نكمل حوارنا الذي بدأناه حول ما كنا نتحدث به عن أنفسنا. ما عندك من زينة الحياة الدنيا؟.

قلت: عندي ثلاثة أولاد تعلموا واشتغلوا وتزوجوا ورزقوا بالبنين والبنات واستقل كل واحد في بيته.

قال: ما أسمائهم؟.

قلت: علاء وبهاء وضياء على الترتيب.

قال: لماذا تصر على أن تكون همزة القطع في أسمائهم؟.

is-3
لهم أن يختلفوا 

قلت: كي يأخذوا عبرة من أسمائهم فلهم أن يختلفوا فيما بينهم إلى أن يصل الخلاف إلى همزة القطع عندها سيتذكروا من اختار لهم أسمائهم هذه فمن أجله قد يتفقون.

قال:وهل سيتفق من بدؤوا مختلفين في أسمائهم؟وفي أعمارهم؟وفي ذكائهم؟وفي رزقهم؟وفي زوجاتهم؟وفي أولادهم وبناتهم؟.

ekhtelafقلت: أنا أريدهم أن يختلفوا فيما بينهم لكن عليهم قبل كل ذلك أن يميزوا بين الإختلاف والخلاف.

قال: أراك قد بدأت تتلاعب بالكلمات فلا أظن أن حرف التاء سيغير المعنى فالخلاف والإختلاف كلاهما يؤدي إلى القطيعة؟.

imageso9xt59re
إن الله خلقنا مختلفين في كل شئ 

قلت:لا يا صديقي فالخلاف يكون عادة بين طرفين متخاصمين من الناس كل طرف منهما يريد إلحاق الهزيمة والتخلص من الطرف الآخر وينتهي عادة بالقتل وهو ممنوع شرعاً وديناً أما الإختلاف بين طرفين متخاصمين من الناس فيكون في وجهات النظر فقط وكل طرف يعترف بوجود وشرعية الطرف الآخر وإذا أراد أن يهزمه فيهزمه بالحجة والبرهان وباللتي هي أحسن والإختلاف مشروع ومحمود بين الناس لأن الله كان قد خلقنا مختلفين في كل شئ في أشكالنا وألواننا وعقولنا وأصولنا وفوق ذلك كان قد دعانا إلى التعارف (أي الإعتراف بالآخر واحترامه) وحضّنا على التسامح الذي هو محمود عند الله وعند الناس.

قال: أنا لم أفهم ما تريد توصيله لي بعد كل هذا الشرح الطويل؟.

469
موسى وهارون

قلت: سؤجز لك ما قلت ففي حالة الإختلاف بين الأخوة يجب على كل أخ أن يقبل أخيه كما هو لا كما يريده هو أن يكون ويعترف به كما اعترف نبينا موسى بأخيه هارون عندما أعلن صراحة أمام الملأ بأن أخيه هارون هُوَ أَفْصَحُ مِنِّه لِسَانًا أما في حالة الخلاف  فلا يستوعب الأخ أخيه ولا يعترف به بل يغار منه ويحسده على ما عنده عندها سينقض على أخيه ويلغيه من الوجود كما حدث مع الأخوين قابيل وهابيل في الماضي البعيد.

زينة الحياة

أضف تعليق