
القاضي: القضية التي سنستمع إليها اليوم أيها السادة الحضور هي ما تدعي به الزوجات على أزواجهن بأنهم يترددون كثيراً في الذهاب معهن للتسوق لا بل حتى أنهم يكرهون المشي معهن في الأسواق وإن ذهبوا معهن بعد طول مداراة يذهبوا كارهين فيفسدون عليهن متعة التسوق ومساومة البائعين في المولات أو الأسواق فالأزواج عندما تصحبهم زوجاتهم للتسوق يصبحون عصبيين ويستعجلوهن في العودة إلى البيت بينما زوجاتهم يردن أن يخترن أشياءهن بتروي أكثر وكثيراً ما ينتهي مشوار التسوق هذا بمشكلة كبيرة بينهما بعد أن تتهم الزوجات أزواجهن بالبخل والتقتير.

حواء: سيدي القاضي أنا أحق الناس في الكلام عن هذه المشكلة بين الأزواج والزوجات فأنا الوحيدة في هذا العالم التي تعرف طباع الأزواج وطبائع الزوجات لأن كلا الطرفين هم من أولادي وأنا أقر وأعترف بتقصيري تجاه كل منهما فأنا لم أزود الزوجات بشيء عن طبيعة أزواجهن ولا الأزواج بشيء عن طبائع زوجاتهم فبقي كل منهما يجهل طباع أحدهما الآخر رغم ادعاءهما بعكس ذلك لهذا لا بد لي من أن أعرّف كلا الطرفين على طباع بعضهما البعض ولو أنها جاءت متأخرة.

فليعلم الجميع يا سيدي القاضي بأن الزوجة التي يُهملها زوجها تتجه إلى التسوق كي تلفت نظره إليها فإن هي فشلت في ذلك فإنها تقوم بشراء الماركات العالمية باهظة الثمن كي تجبره على مرافقتها في المرات القادمة ليخفض ثمن ما تشتريه في المرات القادمة وإذا فشلت في ذلك تقوم وتشتري شيئاً لزوجها على غير مقاسه كي تجبره أن يذهب معها إلى السوق لتبديله فعلى كل زوج يشتكي من حب زوجته للتسوق أن يعطيها مزيداً من الإهتمام والرعاية والعناية أكثر.

لأن المرأة يا سيدي ليست كالرجل فهي تحب (التنوع) في كل شيء في الأكل والملبس والمظهر وهنا لا يسعني يا مولاي إلا أن أحمد الله أنه حرّم على النساء تعدد الأزواج وإلا كانت المرأة تبحث عن زوج ثان وهي في حضن زوجها الأول أما الرجل يا مولاي فيكره التنوع في كل الأشياء ولا يحبه ويكتفي بما عنده ومن هنا يا سيدي تبدأ الحكاية وليس كما تقول به النساء عن أزواجهن.
القاضي: بعد أن سمعنا ما قدمته حواء من معلومات قيمة عن بنات جنسها على آدم أن يتقدم الآن ليدافع عن أولاده أو أن يعترف بالتهمة الموجهة لهم.

آدم: سيدي القاضي ليس التسوق عند أولادي الرجال بمشكلة كما تدعي به زوجاتهم إنما المشكلة أكبر وأعمق من ذلك بكثير فأولادي من الرجال يا مولاي خلقهم ربهم كما يريدهم هو وليس كما تريدهم زوجاتهم فالله كان قد خلقهم قليلوا الكلام كثيروا التفكير شديدوا التركيز وكثرة المحلات التجارية وكثرة السلع المعروضة وكثرة البائعين فيها هو الذي يزعجهم ويتعبهم ويشتت أفكارهم فهم بعكس زوجاتهم اللواتي عندهن التسوق متعة والتجوال بين المحلات التجارية هواية ومساومة البائعين حرفة لهذا يا مولاي لم يكن التسوق نفسه عند الرجال بمشكلة لكن سلوك وتصرف زوجاتهم معهم في الأسواق هو من جعل من التسوق مشكلة لهؤلاء الرجال.

دعني يا سيدي أصف لك رحلة تسوق يقوم بها زوج وزوجته إلى السوق لشراء كيس من الأرزّ مثلاً فقبيل بدأ الرحلة بأسبوع على الأقل تبدأ الزوجة تزن في أذن زوجها وتدّعي بأنها إستهلكت كل ما عندها من مخزون الأرز وهي بحاجة ماسة إليه وعليها أن تذهب إلى السوق لشراء الأرز ثم تعيد وتزيد صباحاً ومساءاً في أذن زوجها بأن كمية الأرز التي في بيتها قد نفذت فيذهب الرجل ليتأكد بنفسه فيجد أن ما عندها من الأرز يكفيها لمدة أسبوعاً آخر ويسكت على مضض ويذهب معها إلى السوق لشراء الأرز كما ادعت.

في الطريق تنسى الزوجة أنها ذاهبة لشراء الأرز وتطلب من زوجها أن يأخذها في طريقه إلى محلات الأحذية فهي بحاجة ماسة إلى حذاء جديد يناسب فستانها الذي تنوي شرائه في المستقبل القريب ويذهب بها الزوج إلى محل أحذية وبعد أن تعاين كل أحذية المحل سوف لن تجد ضالتها وتدخل محلاً آخر وتقلب ما عنده من أحذية وتتفرج عليها جميعاً فلا يعجبها شيء مما عنده وتدخل المحل الذي يليه ثم الذي يليه إلى أن تجد أخيراً الحذاء المناسب بعدها تدخل مع البائع في سجال على سعره وقد تشتري وقد لا تشتري وفي الحالتين تطلب من زوجها أن تذهب إلى محل ملابس ويأخذها زوجها إلى محلات الملابس وبعد جهد جهيد قد تشتري وقد لا تشتري فالله هو الذي يعلم.

بعد ذلك تطلب الزوجة من زوجها أن تذهب إلى محلات بيع وشراء الذهب كي ترى بنفسها إذا جد جديد عندهم أم لا ويذهب بها زوجها إلى محلات الذهب وبعد أن تتفحص كل القطع التي في المحل تختار واحدة وتدخل مع البائع في مساومة على السعر وهي لا تريد أن تشتري ثم بعد ذلك تعرض على البائع شراء قطعة من ذهبها ويشتري البائع لكن السعر الذي كان قد دفعه سوف لن يعجبها.
