
شُجيرة (المَرَمِيّة) أو (الميرمية) ومنهم من يسميها (شِجّيرة) هي من النباتات العشبية المعمرة العطرية التي تنمو بكثرة في المناطق الجبلية من فلسطين وهي من النباتات دائمة الخضرة أي أنها تحمل أوراقها على مدار السنة ولهذه الشجيرة عرق قد يصل إرتفاعه إلى المتر أحياناً وتتفرع منه أغصان كثيرة في كل الإتجاهات أما أوراقها فكثيفة خضراء ناعمة الملمس وكلما تقدم العمر بهذه الشجيرة تحمر أوراقها وتغمق ثم تجف وتسقط تحتها لتكون في السنة القادمة مزرعة تنمو فيها الفقوع بين هذه الأوراق.

تزهر هذه الشجيرة في فصل الربيع وأوائل فصل الصيف وتحمل فوق رؤوس أغصانها كمية كبيرة من الأزهار ذات اللون الزهري فتبدو من بعيد وكنها لوحة أبدعها لنا الخالق وتبقى كذلك فترة من الزمن إلى أن يتحول بعض هذه الأزهار إلى ثمار حجم الواحدة منها كحجم حبة الكرز تسمى (زر) ويؤكل هذا الزر بعد أن تزال عنه قشرته وهو حلو المذاق وله طعم مميز وهذه الأزرار كانت من أهم الهدايا التي يقدمها الأجداد للأحفاد.

أما عن استخدام هذه الشجيرة فتوضع أوراقها طازجة مع الشاي فتكسبه طعماً مميزاً وعنما يتعذر الحصول عليها طازجة تجفف هذه الأوراق والأغصان وتخزن في كل بيت فلسطيني سواء كان هذا البيت في الوطن أو في المهجر وقد تغلى هذه الأوراق الجافة والعروق وتشرب ساخنة أو باردة كي تطرد البرد من الجسم وقد تضاف مع الشاي فتكسبه طعماً فريداً لا يميزه غير الفلسطينيين.

ومنهم من كان يفرك هذه الأوراق الجافة باليد ثم يقوم بلفها لتنوب عن السجائر في حالة فقدانها أما أغصانها الصغيرة الجافة فتستخدم في إشعال النار في الشتاء بديلاً عن الكاز وعروقها الكبيرة حطباً لهذه النار فتملأ البيت ليس بالدفئ وحده بل برائحة زكية أيضاً والأهم من ذلك كله أن هذه الشجيرة مرتبطة بالذاكرة الفلسطينية عندما كانت تُعلك بالفم وتوضع على الجرح ثم يربط عليها فوق هذا الجرح فترة من الزمن فتوقف النزيف في الحال وتكون بمثابة مضاد حيوي لهذا الجرح.
