بعد أن تخرجت من جامعة حلب سنة ١٩٧٣ ذهبت إلى دولة الكويت مباشرة للعمل في مدارسها وما أن وصلتها قمت بتقديم طلب للتدريس في وزارة التربية وطلبوني للمقابلة في مبنى الوزارة وهناك جلست على مقعد ومعي مجموعة من المدرسين ننتظر دورنا في المقابلة واحتاج من يُقابلنا كرسياً إضافياً في مكتبه فطلب من الآذن أن يأتي له بكرسي فما كان من هذا الآذن المحترم إلا أن تقدم نحونا وقال لنا بلهجة أعرابية: قم قم أنت وإيّاه (وهو يعلم بأننا مُدرسون أو في طريقنا لنصبح مُدرسين) فقمنا عن المقعد الذي نجلس عليه وحمله وأدخله الى غرفة المدير وبقينا واقفين إلى أن بدأت المقابلة فكانت هذه أول مفاجئة لي قبل أن أصبح مدرساً فأنا لم أكن أعلم أن الآذن قد يأمر مُدرساً بالوقوف ويسحب من تحته المقعد بل كل ما أعرفه أن الآذن إن رأى مُدرساً واقفاً يُحضر له مقعداً ويُجلسه.