الـشـيـطـان


Untitled
 لماذا تضع يدك على فمك عند التثاؤب يا سيّدي؟

كان شيخ أزهريٌ يُدرسنا مبحث التربية الإسلامية وأنا في المرحلة الإعدادية في ستينات القرن الماضي وكنت أحبّ مُرافقة هذا الشيخ في رحلة الذهاب والإياب إلى المدرسة وفي إحدى هذه المرّات تثائب شيخنا ونحن نمشي سوياً في الطريق إلى المدرسة فوضع يده على فمه وغطاه بالكامل فلفت إنتباهي تصرفه هذا فبادرته بالسؤال لماذا تضع يدك على فمك عند التثاؤب يا سيّدي؟فقال الشيخ: أضع يدي على فمي كي أسدّ الطريق على الشيطان الملعون لأمنعه من الدخول في جسمي من خلال فتحة فمي وقبل أن ينتهي الشيخ من كلامه دق جرس المدرسة وتفرقنا بعد أن ذهب كل واحد منا إلى مكانه.

o0358035011656536861
عشت حقبة من الزمن وأنا مشغول بهذا الشيطان 

بعد هذه الإجابة عشت حقبة من الزمن وأنا مشغول بهذا الشيطان تُرى ما شكله؟ وما طوله؟ وما حجمه؟ وما وزنه؟ وهل هو مثلنا يأكل ويشرب وينام ويصحو؟ أكيد أنه أقوى من الإنسان لأنه يدخل في جسمه فكيف له أن يدخل من فمه الصغير؟ وهل لكل فم شيطان على مقاسه؟ وإذا فتحت فمي في أحد المرات ولم أتثائب فهل له أن يدخل في جسمي؟ وإذا دخل أو خرج هل أعلم أنا بدخوله أو بخروجه؟ أسئلة كثيرة تولدت في عقلي الصغير عن هذا الشيطان اللعين كان من المفروض على الشيخ تأجيلها لِما بعد حصة الأحياء التي سيشرح لي مدرسها ميكانيكية التثاؤب عند الإنسان ويُعلمني ما هو التثاؤب؟ولماذا أتثائب؟ ومتى أتثائب؟ أو عندما يطلع شيخنا أكثر على العلوم الإنسانية والتربوية.

ذكريات في بلدنا

رأي واحد حول “الـشـيـطـان

  1. رحمك الله ياًاستاذ جميل
    ها انا ما زلت اقرء كتاباتك الشيقة
    وكلي الأمل ان يحتفظ بها ليستفيد الجيل القادم منها كما استفاد جيلي منها
    انها التاريخ الذي لم يارخ من جيل الطيبين!!

    إعجاب

أضف تعليق