
من عاش منكم في القرية، يعلم أن الأشجار بجميع أنواعها موجودة هناك، لكنهم لقنونا أن شجر الخروب وحده هو المسكون بالشياطين وبأرواح الموتى، ولم يقولوا لنا ما تفعله هذه الشياطين والأشباح بنا لو مررنا من فوقهم أو بجانبهم، بل تركوا لعقولنا الصغيرة أن تتوهم وتتخيل وترسم سيناريوهات اللقاء بين الأحياء والأموات تحت هذه الشجرة، فتولدت في عقولنا الفتية أسئلة كثيرة مُحيرة، تعتمد إجابتها على خيال كل منا، وهي بالتالي تختلف من شخص إلى آخر، لكن الجميع تأثر بها بشكل أو بآخر، فمن الأسئلة التي كانت تخطر على بالي وأنا صغير في السن، هل يا ترى كل الأموات رجالاً ونساءَ ستلاحقنا؟ حتى لو كانوا من المقربين منا، إذا مررنا من فوقهم أو بجانبهم؟ وإذا أمسكوا بنا في يوم من الأيام، ماذا سيقولون لنا، أو ماذا سيفعلون بنا؟.

شكرا
إعجابإعجاب