
في إحدى قرى فلسطين القريبة من ضريح (الخضر) عليه السلام كانت هناك إمرأة مات عنها زوجها وترك لها بنت وولد بعد أن سمّى الولد (خضر) والبنت (خضرة) تيمناً بالوليّ الخضر ولم تتزوج هذه المرأة بعد وفاة زوجها على الرغم من أن هناك الكثير من رجال القرية الذين يتمنون الزواج منها بل نذرت نفسها لتربية طفليها خضر وخضرة وكبر خضر وتزوج وانشغل في نفسه وفي زوجته وفي أهلها ونسي أمه لكن هذه الفترة لم تدم طويلا فقد تزوجت إبنتها خضرة من رجل طيب إسمه خضر أيضاً إستطاع أن يعوضها جفاء إبنها عنها وفي الحال تغير سلوك الأم وأصبحت تذهب يومياً إلى قبر الولي الخضر وتنظفه وتضع الزيت في سراجه ثم تشعله وتطلب منه أن يحفظ لها خضر.

وانتشر الخبر في القرية بأن (أم خضر) تذهب يومياً للولي وتدعو لخضر فأخذ الشك يساور إبنها فيما تفعله أمه واحتار في الأمر أهي تدعو له أم لزوج إبنتها الذي إسمه خضر أيضاً؟فقرر أن يختبر أمه لكن كيف يكون له ذلك؟وبعد تفكير عميق جاءته الفكرة وذلك بأن يسبقها إلى قبر الولي وينام في ضريحه ويسمع ما تقوله أمه على أرض الواقع وهكذا كان قد فعل وما هي إلا دقائق معدودة حتى وصلت أمه إلى الضريح وبعد أن قامت بما تعتقده واجباً عليها كي يسمع منها الولي مطلبها طلبت من الولي أن يحفظ لها خضر.

فأجابها إبنها من تحت الغطاء قائلا:لأيّ الخضرين تدعي أيتها المرأة؟قالت:لَهْ يا شيخ كيف يفوتك مثل هذا وأنت خير العارفين؟فقال لها:صحيح أنني أعرف كل شئ لكنني أريد أن أسمعها منك صريحة وبكل وضوح فقالت:أنا أدعو لخضر زوج إبنتي الحبيبة فقال لها:أليس إبنك أحوج بالدعاء أيتها المرأة؟فقالت:نعم يا مولاي إبني أحوج بالدعاء عندما كان إبني وكنت أنا شاغله الوحيد أما اليوم فهو مشغول في زوجته وأهلها وفي من تحبهم زوجته من الأهل والأقارب والأصدقاء.
