
لم يكتف هؤلاء الطارئين على مهنة التعليم بكسر هيبة الطابور الصباحي فقط بل كسروا أيضاً هيبة الإمتحان عندما جعلوا للطالب الحق في أن يسأل أو أن يتكلم أو أن يقرأ سؤالا أو أن يُجيب زميله على سؤال يسأله أثناء الامتحان أو أن يطلب أستاذه في أي وقت يشاء كي يستوضح منه ما التبس عليه فهمه من أسئلة الإمتحان والأهم من ذلك كله أنهم رفعوا شرط حضور الطالب بداية الامتحان وأصبح الطالب يحضر إلى قاعة الإمتحان وقتما يشاء!وعليه فلم يعد هناك من زمن محدد على الطالب أن يسلم في نهايته ورقة الإجابة بل أصبح كل ما هو مطلوباً منه هو فقط حضور الإمتحان!.

أما بعد تصحيح أوراق الإمتحان فحدّث ولا حرج فقد أصبح الطالب إذا لم تُعجبه علامته يعترض ويذهب ويشكو أمره للمدير أو من ينوب عنه وهو مُتأكد من أنه لن يخرج خائباً من عنده فيقترح المدير على المعلم إعادة إمتحان هذا الطالب إما بالأمر أو بالمُخاجلة وقد يلتقطها المعلم الوصولي ويقوم بتنجيح هذا الطالب في ذلك الإمتحان دون إمتحان ليرضي مديره وتنتهي المشكلة بفوز هذا الطالب على معلمه!.

أما إذا كان هذا المعلم مخلصاً في عمله ولا يهمه إرضاء مديره فسيُتهم بأنه يحمل السلم بالعرض وعليه أن يدخل في معركة أبطالها المُدير والطالب ووليّ أمره وقد يُستعان بالمُوجه إذا لزم الأمر ويفوز بها الطالب ويخسر بها المُعلم خسارة مادية عند كتابة التقرير آخر السنة وخسارة معنوية بعد أن أصبح غير مرغوب فيه في هذه المدرسة لأنه غير متعاون مع زملائه ومع حضرة المدير فالتهمة جاهزة وعليه أن يبحث له عن مدرسة تقبله إذا أراد أن يبقى في سلك التعليم!.
