
بعد أن يتزوج الرجل العربي لن يهدأ له ولأهله بال إلا إذا رُزق من زوجته بولد!فإذا لم يتحقق حلمهم هذا من الزوجة الأولى فيقومون بتزويجه من غيرها مرة أو مرات إلى أن يتحقق حلمهم الذي كانوا ينتظرونه سنوات!والسبب في ذلك كله أن الرجل العربي لا يحب أن يُكنّى بإسم إبنته إلا مكرهاً!وعندما يأتي هذا الولد سيجد نفسه (أي الولد) أنه قُيّد له إسماً في شهادة الميلاد لا دخل له فيه!وعلى هذا الولد أن يتحمل وزر هذا الإسم طوال حياته!إن كان خيراً وإن كان شراً!سواء كان هذا الإسم قد أعجبه أم لم يعجبه في المستقبل!.

ففي أحد الأيام كنت قد إلتقيت بشخص لا أعرفه وأردت محاورته فمن باب اللياقة كان لا بد لي من معرفة إسم ولده الأكبر كي أناديه بكنيته تلك وعندما سألته عن كنيته إبتسم وقال لي (وكأنه يعلم ما جناه على ولده الأكبر):أخوك أبو عدوان أي أنه سمّى ولده الأكبر عدوان!فاقشعر بدني من هذا العدوان دون أن أراه!فسألته على الفور:هل إنتهت الأسماء الحسنى من لغتنا العربية ولم يبق أمامك غير هذا الإسم؟فأجابني على الفور:إنني يا سيدي من عائلة العدوان ولا بد لي من إحياء هذا الإسم!فقلت له:حتى ولو كان ذلك على حساب الولد الأكبر؟قال:نعم!.

والتقيت مرة ثانية برجل آخر وعندما سألته عن كنيته كي أبدأ معه الحوار قال:أخوكم بالله (أبو إسرائيل) أي أنه كان قد سمّى ولده الأكبر (إسرائيل) فأدهشني هذا الإسم لا بل أخافني وأرعبني!وعندما إستهجنت عليه هذا الإسم قال:لقد سمّيت ولدي الأكبر إسرائيل عندما كان اسرائيل نبياً!ولم أكن أعلم بأن هذا الإسم سيكون في يوم من الأيام عنواناً للإحتلال والقهر والظلم والإغتصاب للشعب الفلسطيني!.
