
عندما ذهبت إلى مدينة حلب لاستكمال دراستي الجامعية فيها في نهاية سنة 1968 وجدت أهلها يستخدمون مفردات وجمل لا أعرف معناها، فمثلاً هم يسمون ورق العنب (يبرق) ويسمون الصحن (chanak) ويسمون الأخ (خاي)، وبدلاً من أهلا وسهلا (مييت السلامه خاي)، وبدلاً من أتركه (عيفه) ويسمون كنترول الباص (الجابي)، وبدلاً من دوغري (سيوي) أما في الرياضيات فيسمون البسط (صورة) والمقام (مخرج)، وفي الفيزياء يسمون فرق الجهد بـ (فرق الكُمُون) ويسمون الملف (وشيعة).

وهكذا وجدت نفسي أمام الكثير من الكلمات والجمل التي لا أفهم معانيها، فأشار عليّ بعض الأصدقاء القدامى من أهل بلدي بأن أتعلم الآن ما يلزمني فقط، ولا أناقش في المعاني، بل أتركها للمستقبل القريب، فأنا بحاجة الآن إلى جملة تقولها للجابي بعد أن تركب الباص للوصول إلى الجامعة (هوية سيوي). وفعلا ركبت الباص وقلت له ما علموني وفهم عليّ ما قلت لكنني لو خاطبته بلهجتي المحلية لكانت هناك مشكلة بيني وبينه في الفهم والاستيعاب.
