
استقال حارس البناية التي أسكنها دون إبداء الأسباب، وقبل أن نقبل استقالته ويترك عمله اشترطنا عليه أن يسلم مهامه إلى حارس آخر وهكذا قد كان، فقد أحضر لنا حارساً آخر من اختياره وقدّمه لنا بأنه كان يعمل محامياً قد الدنيا في بلده الأصلي قبل مجيئه إلى عندنا، لكن الدنيا جارت عليه وأجبرته على أن يعمل حارساً في بنايتنا. توجست من هذا الأمر خيفة في داخلي من هذا الوضع غير العادي، لأن المحامي في العادة يدافع عن مال موكله ليكون له منه نصيب فماذا لو كان حارساً ومحامياً في نفس الوقت؟ لا بد أن يكون في الأمر شيء لكنني لم أتمكن من معرفة هذا الشيء وحدي رغم محاولاتي المتعددة فما كان عليّ إلا الانتظار فغداً ستأتيني الأخبار من غير مزود وبدأت أنتظر هذه الأخبار في الأيام القادمة لأرى، فلن أسمح بوجود حارس في بنايتنا دون التأكد من ماضيه.
