
بينما كنت أمارس رياضة المشي اليومي في حي الجامعة في العاصمة الأردنية عمان، وإذ بي أرى سيارة متهالكة مركونة على يمين أحد الشوارع الخلفية، وعندما دقّقت النظر فيها اتضح لي من هيكلها وطريقة وقوفها ولوحتها القديمة جداً أنها كانت تعيش في أحد الكهوف المظلمة، فهي ليست لسكان هذا الحيّ الراقي وما أن اقتربت من السيارة أكثر وإذا بغطاء تنك البنزين مفتوح، والدبابير تخرج من تحت هذا الغطاء وتغادر إلى جهة غير معروفة ثم تعود وتدخل تحته، وعندما اقتربت منها أكثر فأكثر وجدت أن هذه الدبابير كانت قد شكلت (مِدْبَرة) تحت هذا الغطاء.

وعلى الفور وبدون تفكير عادت بي الذاكرة إلى الوراء نصف قرن تقريباً فتذكرت إرهاب الدبابير لنا عندما كنا صغاراً في السن نحن أبناء الجيل السابق، وتذكرت أيضاً ما كانت تسببه لنا هذه الدبابير من رعب حقيقي لو تمكن أحدها من اللحاق بنا ومن ثم الالتصاق بأجسامنا وتفريغ ما عنده من سمّ في أجسامنا، فأشفقت على الجيل الحالي من هذه الدبابير التي لم يعرفها في صغره ولن يتعرف عليها في شبابه أيضاً لأنه لم يعايشها ولم تعايشه.
