
كانت في يوم من الأيام من الجيران الطيبين السابقين، وافترقنا بعدها، وكبر ابنها الأكبر، وكبر معه دلاله، إلى أن أفقده الإرادة، لا بل أفقده القدرة على التفكير، وعلى بذل الجهد في الدراسة، فتذكرتني، وحضرت مع زوجها في الحال لزيارتنا في البيت، وطلبت مني أن أقوم بتدريس ابنها في بيتها، واشترطت على نفسها أن تدفع لي كامل المبلغ المستحق في نهاية الفصل، واتفقنا، وبدأت التدريس، وبعد مرور أكثر من شهرين، وإذا بالمرأة تدفع كل المبلغ المطلوب منها دفعة واحدة، فذكّرتها بشرطها، وهو أن تدفع لي ما يستحق عليها في آخر الفصل، فقالت: الحمد لله لقد تحسن الحال، وعلي أن أدفع لك أولاً بأول.
