لدى الفقراء َميْلٌ أكثر لأن يُنفقوا الفلوس في شراء ما يلزمهم، وميلٌ أكثر لأن يدّخروها، ويحتفظوا بها ليومهم الأسود بالمقارنة مع الأغنياء. فالأغنياء عادة، ما يحبون أن يحتفظوا بفلوسهم، على الرغم أن أيامهم كلها بيضاء، فلا يوم أسود في حياتهم ينتظرهم كالفقراء. ولهذا فالدينار حين يُؤخذ من جيوب الأغنياء، ليُعطى للفقراء، فانه سيوضع في دورة الإنفاق العام، مما يرفع من حجم الطلب الكلي الفعّال على السلع، مما يجعله يعود ثانية للأغنياء تحت حجّة تفضيل السيولة.
يحتار الأبناء في أنفسهم:هل هم من دافعي الزكاة أم من مُستحقيها؟
ما يُميز عصرنا الحالي عن غيره من العصور التي سبقتنا هو أن الأغنياء منا يتصرفون كما لو أنهم فقراء فبيوتهم صغيرة وسياراتهم بسيطة ومظاهرهم أبسط لا بل يحبون أن يُظهروا أنفسهم للناس بأنهم مساكين تجوز عليهم زكاة المال وحتى زكاة الفطر أما الفقراء منا فهم يتصرفون كما لو أنهم أغنياء فبيوتهم كبيرة وسياراتهم فخمة ومظاهرهم أفخم ويحبون أن يُظهرون أنفسهم للناس وكأنهم هم من يدفعوا الزكاة فيحتار الأبناء في أنفسهم:هل هم من دافعي الزكاة أم هم من مُستحقيها؟.