زارني إبن صديق لي مولود ومقيم في الولايات المتحدة الأمريكية في بيتي في يوم جمعة وكان قد أرسله والده إلى الأردن كي يتقن المحادثة باللغة العربية وعندما حان موعد صلاة الجمعة وجدتها فرصة لي لزيادة حسناتي وله كي يتعلم المحادثة من منبعها فتوجهنا معاً إلى المسجد الأقرب إلى سكني وكان هذا الشاب مسروراً جداً لأنه سيتعلم اللغة العربية الفصحى من خطيب هذا المسجد بعد أن تعلمها من الشارع.

ما هي إلا دقائق معدودة حتى كنا في داخل المسجد وهناك جلسنا في الصف الأول مقابل الإمام مباشرة كي يسمع ويرى ويفهم ما يقوله الإمام.وبعد الأذان اعتلى الإمام المنبر وبدأ يخطب في المتواجدين وإبن صديقي وأنا منهم فكان إبن صديقي يستمع له في كل كلمة يقولها بل أخذ يراقب بعينيه كل حركة من حركات الإمام وبعد انقضاء الصلاة وفي طريق عودتنا إلى البيت سألت إبن صديقي هذا إذا كان قد فهم شيئاً من الخطبة، فأجابني هذا الشاب بسؤال مباغت لم أستطع أن أردّ عليه حين قال:”ليش عمو الإمام عندكم بِصَيّحْ وبِشبّر وهو يخطب؟ أنا لم أفهم منه شيئاً!”

من يعرف منكم الجواب فليجبه مشكوراً.

طباشير ملونة

الأربعاء 17/8/2016:

تناولنا وجبة الإفطار أنا وزوجتي وبهاء وزوجته وأولاده بمطعم أبو جبارة في مدينة عمان، ومن ثم ذهبنا أنا وزوجتي وبهاء إلى مركز الحسين للسرطان لحضور جلسة العلاج بالأشعة المقررة لمعالجة الورم. وبعد القيام بفحوصات طبية سريعة وإطّلاعه على ملفي الطبي، قرر الطبيب المعالج بالأشعة تأجيل الجلسة إلى ما بعد الجرعة الثانية من العلاج الكيماوي لأسباب فنية. وعلى الفور اقترحت علينا زوجتي أن نسافر إلى فلسطين حتى يحين موعد الجرعة الثانية من العلاج الكيماوي. وللاطمئنان أكثر، اتصلنا بالطبيب المعالج للورم لأخذ رأيه في هذا الموضوع فسمح لنا بالسفر لكنه اشترط علينا ضرورة الحضور قبل موعد الجرعة الثانية بيوم واحد على الأقل.

بعد ذلك عدت أنا وزوجتي وبهاء للمنزل وأثناء عودتنا اكتشفت زوجتي أن جواز سفرها كانت قد انتهت مدة صلاحيته فَذَهَبَت في الحال مع بهاء لدائرة الأحوال المدنية لتجديده وتركوني وحدي داخل البيت وما أن قدّمت معاملة جواز سفرها حتى طلبوا منها إحضار وثائق أخرى غير متوفرة معها في تلك اللحظة فعادت مع بهاء إلى البيت ثانية لإحضار هذه الوثائق الناقصة وبعد أن أحضرتها عادا ثانية لدائرة الأحوال المدنية وأصبحت أنتظر حضورهما من الدائرة على أحر من الجمر كي أعرف هل سنسافر اليوم أم غداً إلا أنهما تمكنا من استصدار جواز سفر جديد وكان هذا الجواز آخر جواز سفر تم إصداره في ذلك اليوم من قبل الدائرة.

يبدو أن هذه الرحلة المفاجئة مُقدرّ لها النجاح.

بعد ذلك واجهتنا عقبة أخرى، فبهاء فقد دفتر خدمة العلم الخاص به في تلك اللحظة وهو يُعتبر من الوثائق الهامة الضرورية لإجراءات السفر ومع ذلك قررنا المغامرة وافترضنا أنه حتى لو أعادوه اليوم سيلحق بنا غداً بعد استصدار دفتر خدمة جديد. 

انطلقنا بالسيارة إلى جسر الملك حسين بعد العصر وهناك لم يُطلب منا إظهار دفتر خدمة العلم وسرعان ما تجاوزنا الحدود الأردنية بكل سهولة واستكملنا طريقنا إلى الحدود الفلسطينية (المحتلة) وكانت أمورنا فيها مُيسرّة إلى حد ما.

لا شك أنه هذه الرحلة مُقدّر لها النجاح.

وصلنا إلى بيتنا في سلفيت قبيل منتصف الليل دون علم أحد من الأهل وكان وصولنا مفاجأة أسعدت الجميع، إلا أننا كنا نحن الأكثر سعادة بنجاح هذا التغيير المفاجئ للخطط.

غداً أنطلق إلى أرضي أمتّع عيناي بها. 

تجربتي مع السرطان… من الألف إلى النون

الإثنين 8/8/2016: (الجلسة الثانية من الجرعة الأولى) 

جلسة الأمس أزالت كل الرعب والوهم الذي انتظرته من العلاج الكيماوي، لا بل أصبح هذا العلاج بعدها أسهل من أن أجد موقفاً للسيارة التي ستنقلني إلى المركز، وأسهل بكثير من إيجاد موضع لترسو به إبرة العلاج الكيماوي في يدي، بعد أن امتلأت يداي وساعداي حتى الكوعين. المهم أن جلسة اليوم بدأت بحدود الساعة الرابعة عصراً واستمرت حوالي الساعة تقريباً، أي أنها أسرع من سابقتها. ومن طريف القول أن جاري الأيمن كان شخصاً كبيراً في السن يجلس وحيداً دون مرافق، فلفت انتباهي، وبعد أن تجاذبت معه أطراف الحديث تبين لي أنه كان طبيب أطفال، لكنه اليوم متقاعد، ولما سألته لم قَدِم وحيداً دون مرافق، ضحك وقال: 

كأنك يا ولدي تحضر إلى هذا المكان أول مرة؟ فقلت له: بل ثاني مرة، فقال: هكذا هي الحياة يا ولدي: في البدايات ما أكثر الذين يكونون معك، وهذا ليس مهماً، المهم في النهايات، عليك أن تعدّ من سيبقى منهم معك، في البداية كانت عائلتي جميعها تحضر معي، أما الآن فقد ملّوا مني، ومن زيارات المستشفى، فأصبحت آتي وحيداً، فلا تستعجل، عليك أن تنتظر دورك، فقد يأتيك يوم تأتي به وحيداً يا بنيّ. لم أقتنع بما قاله جاري، على الأقل حتى الآن، فكيف لعائلة مريض بالسرطان أن تتركه يأتي وحيداً لتلقي العلاج؟  

لا شيء بعيد في هذه الحياة!

تجربتي مع السرطان… من الألف إلى النون

الثلاثاء 9/8/2016 (الجلسة الثالثة من الجرعة الأولى): 

هذه المرة ذهبنا صباحاً إلى العيادات الخارجية في مركز الحسين للسرطان لأخذ الجلسة الثالثة من الجرعة الأولى، وبهذا تخلصنا من همّ البحث عن موقف للسيارة التي ستقلني إلى المركز ومن همّ زحمة السيارات اليومية بالقرب من الجامعة الأردنية وما حولها وما أن وصلنا بدأت الممرضة في فحص الضغط ودرجة الحرارة والوزن وكانت كلها ايجابية ثم دخلت إلى قاعة العلاج الكيماوي وركبوا لي الإبرة واستمرت الحلسة إلى حوالي الساعة وبعد انقضائها عدنا أدراجنا إلى البيت، حيث أني لم أشعر بأي أعراض جانبية للعلاج الكيماوي حتى تلك اللحظة.

لكن ذلك لم يدم طويلاً، فقد أصابني ارتفاع طفيف في درجة حرارة  جسمي وإحساس عام بالإرهاق مما دفعنا للذهاب إلى طوارئ مركز الحسين للسرطان وكل الظن أنها زيارة خاطفة لتناول مُسكن للألم وخافض للحرارة، ويبدو أن ظني لم يكن بمحله هذه المرة فبعد انتظار طويل تمددت على الكراسي الخشبية خارج قسم الطوارئ مما لفت انتباه أحد الأطباء فأمر بإدخالي في الحال. بعد انتظار يقرب من خمس ساعات وقائمة طويلة من الفحوصات تراوحت من عينات الدم إلى الأشعة وما بينهما، أراد الأطباء الاطمئنان على مستوى المناعة عندي بعد الكيماوي فزوّدونا مشكورين بكيس كبير من الأدوية لمواجهة كافة الاحتمالات الممكنة.

تجربتي مع السرطان… من الألف إلى النون

أنت جزء كبير في نجاحي في كل شئ وليس في الرياضيات فقط شكراً لك.

بكر عايش

طُـلاّب درستهم ولا زلت في ذاكرتهم

أستاذي العزيز، أنا سعيد جداً بالتواصل معك بعد ٢٠ عاماً. تشرفت بأن كنت أحد طلابك  في الأمس البعيد، واليوم أدين لك بالفضل الكثير. شافاك الله وعافاك أستاذي.

Mohammad N Ammar

طُـلاّب درستهم ولا زلت في ذاكرتهم

أهلين أستاذي القدير، الله يقويك و يعطيك الصحة.

Yousef Al Zaatreh

طُـلاّب درستهم ولا زلت في ذاكرتهم

يا أهلاً وسهلاً بالأستاذ الفاضل صاحب الفضل الذي لا يُنسى: الأستاذ جميل عبود، لك مني كل الاحترام والتقدير.

ايهاب ضمره

طُـلاّب درستهم ولا زلت في ذاكرتهم

أستاذي العزيز… بعد 20 عاماً إلتقينا على الفضاء الألكتروني على أمل أن ألقاك قريباً.

Essam Ramadan Kalil

طُـلاّب درستهم ولا زلت في ذاكرتهم