
النبتة التي ترونها أمامكم في هذه الصورة هو نبتة جميلة كانت قد اعتمدت على نفسها فخرجت من بين الصلب والترائب على كتف أحد الشوارع في مدينة عمان فكانت تبدو للعيان خضراء يانعة مُورّدة على الرغم أنه لم يزرعها زارع ولم يتعهدها منسق حدائق ولم يشرف عليها متعهد أو مقاول فكان عليها أن تشق طريقها بنفسها دون مساعدة من أحد فحملت من الأزهار والورود التي تجعلها تبدو في أجمل صورة تسر الناظرين إليها أمثالي.












في نهاية ثمانينات القرن الماضي، كنت أعيش في دولة الكويت، وفي أحد الأيام، كنت أركب سيارتي من طراز تويوتا، وتحمل لوحة كويتية، مثلها مثل باقي السيارات، وأسير بها في أحد شوارع الكويت، توقفت السيارة التي كانت تسير أمامي، فوقفت خلفها على الفور، وأخرجت يدي اليسرى من الشباك بحركة لا إرادية، مؤشراً لقائد السيارة التي من خلفي بالتمهل، والانتباه أكثر، وإذا بها سيارة من سيارات شرطة النجدة الكويتية، فما كان من الضابط الموجود بداخلها، إلا أن أمسك بمايك سيارته، وصاح بأعلى صوته: راعي التيوتا، 


مقاول إسكان أنعم الله عليه فبنى لنفسه فيلا مكونة من ثلاثة طوابق، وجعل الطابق الذي تحت الأرض ملعباً لأولاده ترعاهم وتقيم معهم خادمة فلبينية، والطابق الأرضي استقبال للضيوف، والطابق العلوي للمعيشة. وأصبح الأولاد إن أرادوا من أهلهم شيئاً عليهم أن يصرخوا بصوت عالٍ كي يسمعوهم، وبالعكس، إذا أراد الأهل شيئاً من أولادهم عليهم أن يصرخوا بصوت أعلى كي يسمعوهم، وأصبح بينهما برزخ لا يبغيان. وهكذا تحول البيت من سكن إلى مكان للصراخ على الرغم من وجود الإنتركم بين هذه الطوابق.