
المراجعة الأبوية













متوازيان لا يلتقيان إلا بإذنه تعالى!


“إني أحبك في الله يا أخي فلان” عبارة أصبحتُ أسمعها تتردد كثيراً على ألسنة الذين يُحبون أن يُظهروا أنفسهم أمام الناس بأنهم مُتدينون، ويُتبعونها أو يسبقونها بيمين غموس أو قَسَم عظيم ليؤكدوا للناس على صدق ما يقولون لهم، وهم يعلمون علم اليقين أنهم من الكاذبين. بعد أن فكرت في هذه العبارة لم أستطع فهمها على أرض الواقع رغم بساطتها، فالذي خلق الناس جميعاً هو الله فمن الطبيعي أن أحب كل ما خلق الله دون أن أصرح به على الملأ؛ لأن تكرار هذه العبارة يفقدها معناها وقدسيتها لا سيما إذا كانت تقال لشخص يعلم علم اليقين عدم مصداقيتها. فإذا كان الجميع يُحب الجميع في الله فلماذا قامت الحروب الإسلامية الداخلية السابقة والحروب الحالية والمستقبلية إذاً؟


وعندما قرأت نمرته وجدتها 16 فسألته: هل هذا القميص نمرته 15؟ فأجاب: إن شاء الله! فقلت له: هذه ليست بحاجة إلى إن شاء الله، هذه بحاجة إلى قراءة نمرة القميص ليكون جوابك لي نعم أم لا. فاحتد الرجل وقال: إرادة الله لازمة في كل شيء، فقلت له: ومن منا ينكر ذلك؟ لكن إرادة الله نستخدمها في مكانها ولا نعلق عليها كسلنا فلو سألتك عن شيءٍ بعيد المنال وقلت لي إن شاء الله أقبلها منك، أما أن لا تقرأ نمرة القميص وتقول لي إن شاء الله إنها 15 فلن أقبلها منك.
هل تعلم يا أخي أن نمرة القميص الذي أعطيتني إياه بعد قولك إن شاء الله هي 16 وليست 15؟ أتصدق ذلك؟ وإذا صدقت فماذا تقول؟ قال: كل ما أستطيع قوله إذا صح ذلك (جلّ من لا يسهو)، فقلت له: نسيت أن تتبعها بقولك (إن شاء الله)! لو سمحت يا سيدي أعطني قميصاً نمرته 15 فنظر هذه المرة إلى مجموعة القمصان واختار لي واحداً منها دون أن يقول (إن شاء الله) فأخذته منه وغادرت محله وأنا أقول في نفسي إن شاء الله ربنا يهدي الجميع. 


