
عتبي الشديد على الرئتين، تحديداً اليمنى، واللتان قمت بتدليلهما طوال الخمسين سنة الماضية بأفخر أنواع السموم ذات تركيز النيكوتين المرتفع، وكانتا ناكرتين للجميل، إذ خرجت من بينهما خلايا خائنة تحولت إلى ورم سرطاني يهاجمني كما يهاجم جيرانه من الخلايا المسالمة. وأعتب أيضاً على ذلك الوعاء (المعدة) والذي أكرمته بمختلف أنواع الطعام وكان يستقلبها مرحِّباً مهللاً، ولما احتجت دعمه باستقبال بعض الأدوية لدعم إخوته الأعضاء تخلى عنا جميعاً، لا بل قام بلفظ هذه المدخلات ورفض استقبالها، وتحالف مع الرئة، جارته العلوية، ناكراً العيش والملح بيننا.
