الخميس 20/10/2016:

في هذا اليوم، صحوت مبكراً من نومي من شدة الوجع، حتى بعد تناول العلاج، وأصبحت أنتظر موعدي مع عيادة الألم. وهذه العيادة في العادة، تكون مكتظة بعدد غير قليل من المرضى، ومَن مِن المرضى يريد أن يتخلّص من الانتظار الممل، عليه أن يحجز له رقماً سلفاً، أما أنا، وفي الساعة الواحدة من بعد الظهر، حجز لي علاء رقم 17 في هذه العيادة، التي تفتح أبوابها الساعة الثانية مساءً، وعندما دخلتها لم أجد كرسياً واحداً أجلس عليه، وبصعوبة وجدت موضع قدم في القاعة لأقف عليه.

وعندما دخلت إلى غرفة الطبيب، سألني عن شدة الألم وزمانه ومكانه، فقرر على ضوء ما سمعه مني، أن يزيد من جرعة المسكّنات، ويلغي دواء الكحة، الذي كان قد كتبه لي زميله في الطوارئ، واستبدله بدواء آخر، أقوى وأفضل منه، وبعد أن تناولته، نمت نوماً هادئاً مريحاً عميقاً هذه الليلة.

يجب عليّ أن أعترف هنا أنني كنت أستنقص من قدر طبيب تخصص بموضوع كالألم! فالقصة وما فيها لا تزيد عن وصف مجموعة معروفة مسبقاً من الأدوية المهدئة بناءً على شكوى المريض، إلا أنه يبدو أنني كنت مخطئاً هذه المرة، فالتخصص دقيق ويحتاج إلى خبرة كبيرة من الناحية العلمية والنفسية في التعامل مع مختلف أطياف المرضى، وتقييم الحالات بشكل دقيق، إذ أن مثل هذه الأدوية سلاح ذو حدين، وتحتاج إلى من يدرسها ويقيّم آثارها بشكل علمي دقيق شامل لوصف أقل كمية ممكنة من الدواء وتحقيق الفائدة المرجوة بنفس الوقت.
الجمعة 21/10/2016:

في هذا اليوم، أستطيع أن أقول: أنني شُفيت تماماً من هذه الكحة اللعينة بعد تناول العلاج، لكنني أصبحت أنتظر الألم الجديد، الذي عادة ما يتبع الألم القديم، وما هي إلا ساعات قليلة، حتى جاءني زكامٌ قويٌ في الأنف، وجفاف شديد في الفم بعد أن أستيقظ من نومي، لم أر مثلهما في حياتي، لكنهما سرعان ما يختفيان تماماً بعد أن أشرب كوباً من الماء، وأقوم بتنظيف أنفي.

وما هي إلا بضع ساعات أخرى، حتى جاء ما سمّوه لي باللعيان في المعدة، فأنا لم أسمع، ولم أجرب مثل هذا العارض من قبل، وبعد أن جربته وجدته هو الذي يُشعرني بالرغبة بالاستفراغ، ويجعلني أشعر بالجوع الدائم، مهما زدت من عدد وجبات طعامي، ويفقدني الشهية للطعام نفسه، مهما كان نوعه. بقيت أعاني من هذه الأعراض مجتمعة، إلى أن استفرغت في أحد الأيام، مما جعلني بعدها أخاف من تناول الطعام.

وفي هذا اليوم أيضاً، زارني ابن خالتي أبو طارق، وعندما نودي لصلاة الجمعة، طلب مني أن أذهب بمعيته إلى المسجد لأداء الصلاة، بعد أن تعهّد لي بأن يتحمل كل النتائج التي قد تترب على ذلك المشوار، فكان طلبه هذا قد دغدغ مشاعري من الداخل، فأنا لم أصلّي صلاة الجمعة منذ أن أصبت بهذا المرض. أركبني أبو طارق في سيارته، وذهبنا معاً إلى المسجد، وبعد أن صلّيت ركعتي السنة، جلست مستنداً بظهري إلى الحائط، وما هي إلا دقائق معدودة حتى حضر الإمام، وحضر معه اللعيان كذلك.

كان هذا الإمام شاباً ملتحياً، يرتدي دشداشة بيضاء، وفوق رأسه طاقية، وبدأ خطبته هادئاً مُريحاً، لكنه بعد أن قارن أطفال اليوم، بالأطفال الذين كانوا يعيشون في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، علا صوته، وبدأ يصرخ ويصيح، ويندب حظ المسلمين، في حلب والموصل، وبورما وفلسطين، وأنا أتلوّى من اللعيان، الذي لم يردعه شيء، حتى وإن كنت داخل المسجد، مما اضطرني إلى قفل أذناي معاً، كي لا أسمع صياح الإمام، وأخفف عن نفسي شيئاً من اللعيان، لهذا لم أسمع بقية خطبته، لا بل أصبحت أنتظر نهايتها على أحرّ من الجمر.

وفي الحال، تذكرت صديقاً قديماً لي، كان لا يسمع إلا إذا وضع السماعة في أذنه، وعندما كنا نذهب إلى صلاة الجمعة، وقبل أن يحضر الإمام ليخطب، كان يقوم برفع سماعته من أذنيه، لأن صياح الإمام يضاعف عليه شدة الصوت، وبهذا لا يسمع من خطبة الإمام شيئاً. أما ابن خالتي أبو طارق، بعد أن سمع صياح هذا الإمام وعدني في الجمع القادمة، أن يأخذني إلى شيخ أهدأ بالاً من هذا الشيخ بكثير، ويستطيع أن يوصل للناس فكرته التي يريد، دون صياح أو نواح.
السبت 22/10/2016:

ان الله مع الصابرين ..تعلمت من حكاياتك في الماضي أقوى انواع الصبر يلي مرت عليك بالماضي من ترحال وتهجير وترحال فأصبر الله مع معك بالسراء والضراء
إعجابإعجاب
أخت سلوى اطمئني فأنا من جيل: إذا إعتاد الفتى خوض المنايا فأهون ما يمر به الوحول
إعجابإعجاب
يتضاعف الابتلاء فيتضاعف الاجر اسال الله العظيم ان يجمع لك بين الاجر و العافية
إعجابإعجاب
أشكرك يا عزيزي وأدام الله عليك صحتك
إعجابإعجاب
انا اتدرب في المركز
صار عندي فضول اتعرف على حضرتك شخصيا
سلامات
إعجابإعجاب
أتشرف بمعرفتك سأتواجد طول الأسبوع القادم ابتداء من الأحد إلى الخميس في العلاج الكيماوي في العيادات الخارجية
إعجابإعجاب
الف سلامة عليك يا أبا العلاء … “وبشر الصابرين”
إعجابإعجاب
اشكرك وأدام الله عليك صحتك
إعجابإعجاب