الإثنين 25/7/2016:

بعد سلسلة من الفحوصات الطبية، وصور من الأشعة التشخيصية، التي خضت غمارها في أروقة مستشفى ابن الهيثم، والمستشفى الإسلامي، كانت نتيجتها إلى الخلف در (U Turn)، إلى مركز الحسين للسرطان وعياداته الخارجية، لإعادة هذه التحاليل والصور من جديد، لمختلف أعضاء جسمي، لأن بروتوكول مركز الحسين للسرطان، يقضي بعمل نفس هذه التحاليل من جديد في عياداته، للتأكد من تقييم الحالة، إلا في استثناءات مُحددة، منها صورة الطبقية والخزعة اللتان قمت بعملهما سابقاً، في مستشفى ابن الهيثم، والمستشفى الإسلامي.
الجمعة 29/7/2016:

اليوم، وبعد أخذ ورد مع نفسي أولاً، ومع زوجتي وأولادي ثانياً، قررت أن أنشر خبر مرضي على مدونتي الخاصة، مما أثار حفيظة العديد من الأهل والأقارب والأصدقاء، فمنهم من كان يرى، أن مثل هذه الأخبار يجب التكتم عليها، ولا يجوز نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في مثل هذا المرض بالذات، الذي لا يجوز الافصاح عنه، فقد تعودنا الإشارة إليه من بعيد بـ “المرض العاطل”، ونقول عنه إن أردنا أن نصفه بـ “ذاك المرض إللي ما يتسماش”، دون أن نجرؤ على ذكر اسمه صراحة.

لعل الإصابة بهذا المرض اللعين، لم تكن ثقيلة على نفسي، بقدر ثقل ردة فعل القلة القليلة من الأقارب والأصدقاء، الذين كنت أخاف أن تجرحهم الريح يوماً ما قبل مرضي، فكان منهم من توارى عني، فلم أسمع صوته منذ علم بمرضي، ومنهم من ظهر إلى حياتي مرة أخرى بعد غياب، فما كان مني إلا أن تمنيت درب السلامة، لهؤلاء الذين لم أسمع صوتهم، ويا مرحباً بمن ظهروا بعد غياب طويل. ومع كل هذا، أصبحت أؤمن بأن الله تعالى يضع هذه العقبات البسيطة في حياتنا، لنكشف أعداءنا وأصدقاءنا الحقيقيين،
الثلاثاء 2/8/2016:

في هذا اليوم، ذهبت أنا وزوجتي وعلاء إلى عيادة الطبيب المسؤول، بناءً على الموعد المحدد لنا، حيث استقبلنا بحفاوة وترحاب، وقدّم لنا شرحاً وافياً عن الحالة، وتقييماً لها بعد أن اطلع على التحاليل الطبية وصور الأشعة، كما وأجابنا على كافة الأسئلة التي كنا قد وجهناها له، وبما أن بهاء وضياء كانا خارج الأردن، فقد اتصلنا بهم، ليسمعوا الحوار الذي دار بيننا وبين الدكتور المعالج كاملاً، بعد الإستئذان منه. وعلى ضوء نتائج التحاليل، قرر الدكتور المعالج البدء بالعلاج الكيماوي، على أن يكون علاجي في ثلاث جرعات، كل جرعة منها تتكون من ثلاث جلسات متتالية، تبدأ الجلسة الأولى من الأحد القادم، كما وطلب منا الدكتور تحاليل للمناعة والسكري قبل هذا الموعد.

ومن طريف القول، أننا كنا قد التقينا في أحد مصاعد المستشفى، مع دكتور صيدلي، لا نعرفه مسبقاً، ومعه مريض مصاب بالسرطان، وبدون مقدمات، وبدون أن يسأله أحد منا، بدأ يعترض على الحكومة، لأنها ترى هذا المرض ينتشر، ويتفشى بين الناس، دون أن تحرك ساكناً، وعلى الفور، اتهم حكومة العدو الصهيوني المغتصب، بأنها وراء سبب هذا الانتشار الواسع لهذا المرض في المجتمع الأردني، بعد أن جعلت هذه الحكومة من الأردن، مكباً نووياً لهم، ولما لم يشاركه رأيه أحد من الموجودين بالمصعد، صاح بنا قائلاً: أكيد أنكم تخافون من الكلام في هذا الموضوع، وقام بحثنا على الوقوف أمام هذه الهجمة الشرسة من قبل حكومة العدو الصهيوني.
السبت 6/8/2016:

في هذا اليوم، عاد ضياء من رحلته الأخيرة، التي كانت إلى الإمارات العربية المتحدة الأربعاء الماضي، بينما عاد بهاء الخميس من المملكة العربية السعودية مكان عمله. أما ضياء فكان مقر إقامته في مملكة البحرين، ومنها يسافر إلى البلدان الأخرى، لمتابعة عمله فيها، أما بعد مرضي فقد نقل مقر إقامته إلى عمان، ومنها يدير أعماله في البلدان الأخرى، فأصبح بذلك يسافر إلى مكان عمله، ويعود إلى عمان. ذهبت مع زوجتي وبهاء وضياء إلى مركز الحسين للسرطان، لعمل تحاليل المناعة، ومعها تحاليل السكري التراكمي، اللازمة قبل جلسة العلاج الكيماوي، إلا أن منسقة الأعمال للطبيب المعالج طلبت فقط تحليل السكري التراكمي، من أخصائية المختبر، لأن مستوى المناعة كان جيداً حتى الآن.
