الأحــد 7/8/2016: (الجلسة الأولى من الجرعة الأولى)

وأخيراً جاء الموعد المنتظر. سأقابل العلاج الكيماوي وجهاً لوجه، ذلك البعبع الذي يخيف الكثير من الناس ويسبب لهم الضيق والتعب ومعهما الآلام، ذلك البعبع الذي أذاق أمي في الماضي البعيد وأخي الأصغر في الماضي القريب الويلات والآهات على مسمعي ورؤية عيني. لكن الفرق الوحيد بيني وبينهم (أمي وأخي) أنني وقعت بين يدي طاقم من الممرضين والممرضات كلامهم مع المرضى أحلى من العسل فهم لا يكلون ولا يملون ولا يتعبون ولا يعصبون يخاطبون الناس على قدر عقولهم فهم مختلفون عن غيرهم في الأماكن المشابهة وهنا خطر في بالي سؤالاً لم أستطع الإجابة عليه وحدي. كيف تجمع مثل هؤلاء الممرضين والممرضات؟ هل توصلوا إليهم بالبحث والتقصي عن كل واحد فيهم؟ أم أن نظام العمل في هذا المركز يصقلهم ويجعل منهم ملائكة للرحمة؟.

ذهبنا نحن الخمسة أنا وزوجتي وأولادي الثلاثة علاء وبهاء وضياء في سيارة واحدة إلى مركز الحسين للسرطان. فوجدنا المواقف ممتلئة ومثلها الساحات المجاورة ومثلها الشوارع المؤدية إلى المركز كذلك ممتلئة بالسيارات ولم نستطع العثور على موقف لسيارتنا إلا بعد الساعة الواحدة ظهراً وعندما دخلناه وجدناه مزدحماً بالناس وكأنه سوق خضار. فيه الصغير والكبير، فيه المرأة والرجل، فيه البنت والولد، فيه الباكي وفيه الشاكي، ومع كل مريض مرافق أو أكثر. وما هي إلا دقائق حتى نادتني الممرضة وقاست درجة حرارتي وضغط دمي ووزني وطلبت مني الانتظار في الخارج.

شافاك الله وعافاك
وجعل صبرك في ميزان حسناتك
إعجابإعجاب
الله يشفيك
إعجابإعجاب