
(إذا جابت زوجتك من عند أهلها إبريق اكسره فوراً وإلا فلن تستريح) مَثلٌ قديم كان يردده العامة من كبار السن أمام كل شاب مقبل على الزواج ومنهم أنا، وعندما سمعت بهذا المثل (الساذج) لأول مرة رفضته رفضاً قاطعاً وبقيت على هذا الحال فترة من الزمن إلى أن جاء الوقت الذي حدثتني فيه أمي حكاية بسيطة عن نفسها بعد أن تزوجت وقبل أن تصبح أماً. قالت لي أمي:كان جدك لأمك يا ولدي يملك حقلاً كبيراً من أشجار التفاح الأخضر، وكان لا يبخل عليّ وعلى والدك بين الحين والآخر بسلة من ثمار هذا التفاح بشكل شبه يومي وبقي على هذا الحال إلى أن جاء الوقت الذي مللنا فيه أكل التفاح ولم نعد نطيقه.

وفي أحد الأيام، حضر جدك لزيارتنا في بيتنا، ومعه السلة المعتادة مملوءة بالتفاح، فاستقبله والدك مرحباً، وتناول السلة، وقام بركنها جانباً، وبعد انتهاء زيارة جدك لنا، احتار والدك فيما سيفعله في هذا الكم الهائل من ثمار التفاح، فقرر دون أن يأخذ رأيي، أن يعطي منه لأصدقائه وجيرانه المقربين منه، الذين لا يزرعون التفاح في بساتينهم، وأخذ يملأ لكل صديق منهم كيساً من تفاح هذه السلة، فما كان مني إلا أن اعترضت عليه في الحال، وبشدة قائلة له: إن هذا التفاح الذي تتقاسمه مع أصدقائك وجيرانك هو من تفاح أهلي، ولا أسمح لك أن تطعمه للناس، فما كان من والدك إلا أن ترك ما بيده من تفاح، وأعاد السلة إلى مكانها، دون أن ينطق بكلمة واحدة.

عبرة ودرس لكل من اعتبر ..ان الحياة تجارب ودروس ..لا تنتسى..
إعجابإعجاب
عبرة ودرس لكل من اعتبر ..ان الحياة تجارب ودروس ..لا تنتسى..
إعجابإعجاب