
قبل أن أحدثكم عن هذا الرجل الطيب الحاج يوسف عمر حماد (أبو إبراهيم) عليّ أن أحدثكم عن طيبة أمه (عائشة) التي كنا نناديها بـ (عمتي عايشة) وما هي بعمتي لكن لكثرة محبتها لنا وكثرة ترددها على بيتنا مصطحبة معها حفيدها (إبراهيم) ظننتها عمتي الحقيقية فكانت رحمها الله الطبيب المعالج لنا في صغرنا فإذا زارتنا في يوم من الأيام ووجدت أحدنا مريضاً سوف لن يهدأ لها بال حتى تربط في رجلها زيق (قطعة من قماش طولها أكثر من عرضها بكثير) وتدور بهذا الزيق وهو مربوط برجلها حول القرية لفة واحدة دون أن تكلم أحداً أو أن يكلمها أحد كي يشفى الواحد منا!.

وفي اليوم التالي تحضر خصيصاً كي تطمئن على مريضها فإذا لم يشف من مرضه كانت تطلب من أمي إبريقاً من التنك وتملؤه بالماء وتبدأ في عملية بحث عن شُبْرُكَة (نبتة برّية شوكية) وقد تطول هذه الرحلة إلى أن تجدها وتقوم بعقد صفقة مع هذه النبتة عندما تقول لها:يا شُبُركة يا شُبركية خُذي الحمّ (الحرارة) عن فلان بن فلانة وهَيْ إلكْ مني هدية!وتسقيها إبريق الماء على أمل أنها ستشفي مريضها وتعود وهي مطمئنة من شفاء ذلك المريض!.
