مغني الصيف


d985
مغني الصيف يقف على ساق شجرة زيتون معمرة

مغني الصيف هو حشرة حجمها أكبر من حجم النحلة، وجسمها أعرض، يحملها جناحان كبيران، تستخدمهما للطيران من مكان إلى آخر، ومن شجرة إلى أخرى، وهذه الحشرة تعيش على أكل الحشرات التي هي أصغر منها في فصل الصبف، وتموت في فصل الشتاء جوعاً، نظراً لاختفاء مثل هذه الحشرات الصغيرة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحشرة تقضي معظم حياتها الصيفية، وهي تُخرج أصواتاً تُطرب البعض، وتُزعج البعض الآخر. لهذا السبب سميت مغني الصيف، وهذه الحشرة لا تغني إلا في الجو الحار، وعندما تبدأ هذه الحشرة في الغناء نهاراً، فهذا يعني أن على الفلاح أن يوقف عمله ويستريح.

1504150_1652762351609008_9167712554389523902_n
يغني في الصيف ويموت جوعاً في الشتاء

أما إذا غنت هذه الحشرة أثناء الليل، فهذا يعني أولاً أن هذا الليل سيكون حاراً نسبياً، وأن صباح اليوم التالي سيكون حاراَ وجافاً، ولا يصلح مثل هذا اليوم (للحصيدة) مثلاً، ويقال عند ذلك أن الحالة الجوية لهذا اليوم (شرِد)، ومغني الصيف هذا له مكانة كبيرة في ذاكرة الطفولة الفلسطينية، فالكبار يُفهمون صغارهم، بأن مغني الصيف هذا يشبه الرجل الكسول، الذي لا يحب مزاولة عمله بانتظام، وبرضى بالقليل، مقابل الحصول على الراحة والغناء المتصل ليلاً ونهاراً.

14641913_1663103820685702_6266999768671206099_n
النملة تعمل بالصيف لترتاح في الشتاء 

ودائماً ما كان الأهل يعقدون لنا كأطفال، مقارنة بين مغني الصيف وبين النملة، فعندما يأتي الصيف تنشط النملة في الحصول على رزقها بكل همة ونشاط، وتبدأ في تجميع الحبوب، وغيرها من المحاصيل الصيفية، وما يزيد عن حاجتها تقوم يتخزينه في بيتها، في إنتظار فصل الشتاء، وعندما يأتي فصل الشتاء لا تغادر النملة بيتها، مكتفية بما  كانت قد خزنته لنفسها من طعام، على عكس مغني الصيف فهو ينشط في الغناء والصياح صيفاً، وينسى نفسه، وما أن يأتي فصل الشتاء حتى تجده قد مات جوعاً.  

ذكريات في بلدنا

أضف تعليق