
مغني الصيف هو حشرة حجمها أكبر من حجم النحلة، وجسمها أعرض، يحملها جناحان كبيران، تستخدمهما للطيران من مكان إلى آخر، ومن شجرة إلى أخرى، وهذه الحشرة تعيش على أكل الحشرات التي هي أصغر منها في فصل الصبف، وتموت في فصل الشتاء جوعاً، نظراً لاختفاء مثل هذه الحشرات الصغيرة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحشرة تقضي معظم حياتها الصيفية، وهي تُخرج أصواتاً تُطرب البعض، وتُزعج البعض الآخر. لهذا السبب سميت مغني الصيف، وهذه الحشرة لا تغني إلا في الجو الحار، وعندما تبدأ هذه الحشرة في الغناء نهاراً، فهذا يعني أن على الفلاح أن يوقف عمله ويستريح.

أما إذا غنت هذه الحشرة أثناء الليل، فهذا يعني أولاً أن هذا الليل سيكون حاراً نسبياً، وأن صباح اليوم التالي سيكون حاراَ وجافاً، ولا يصلح مثل هذا اليوم (للحصيدة) مثلاً، ويقال عند ذلك أن الحالة الجوية لهذا اليوم (شرِد)، ومغني الصيف هذا له مكانة كبيرة في ذاكرة الطفولة الفلسطينية، فالكبار يُفهمون صغارهم، بأن مغني الصيف هذا يشبه الرجل الكسول، الذي لا يحب مزاولة عمله بانتظام، وبرضى بالقليل، مقابل الحصول على الراحة والغناء المتصل ليلاً ونهاراً.
