
بقيت هذه القرية على حالها إلى أن هلّت عليها حرب 1967 فزادت الطين بلة بعدها خرج منها من خرج وبقي فيها الجزء اليسير من السكان وفي الحال قامت إسرائيل بفتح مراكز تدريب لتعليم الشباب منهم الحرف اليدوية المختلفة التي يحتاجها الإحتلال الإسرائيلي في بناء المستعمرات وأقبل عليها الشباب هروباً من البطالة وبعد أن تخرجوا منها إنتشروا في الأراضي المغتصبة ليعملوا فيها كل في صنعته التي كان قد تعلمها في أحضان العدو!.

وتركوا العمل في الأرض أو الزراعة فقلت العمالة الزراعية لا بل تلاشت فازدادت تكلفتها ولم يعد أحد يستطيع تحمل تكاليف حراثة الأرض والعناية بها أو تقليم الشجر وقطف ثماره فاتسعت رقعة الأرض البور وتهدمت الأسوار الإستنادية التي تفصل قطع الأراضي الزراعية بعضها عن بعض ولم يعد أحد يهتم بالأرض وأصبحت الأراضي الزراعية أحراشاً حرجية!.

وكانت هذه الحرب وبالاً على بعض سكان هذه القرية فعلى سبيل المثال لا الحصر فقدت أسرة حسين عبود معيلها الوحيد الذي كان يقيم ويعمل في الكويت بعد أن أطلق الصهاينة عليه النار أثناء إجتيازه نهر الأردن وهو في طريق عودته إلى قريته بعد الحرب فكان هذا الحدث فاجعة لأهل هذه القرية وأهل القرى المجاورة لها وخاصة بعد أن علموا أن اليهود أخذوا جثته ودفنوها في مقبرة شهداء الأرقام التي كان الإحتلال قد إستحدثها لمثل هؤلاء الناس الذي تمكنوا من الدخول والخروج من وإلى الضفة الغربية فكان بذلك أول شهيد تقدمه هذه القرية!.

وبعد الإحتلال مباشرة أخذ اليهود يسيرون الدوريات إلى المدن والقرى الفلسطينية وكان من ضمن هذه الدوريات دوريات راجلة إلى القرى لمسح وتصوير كل شئ فيها ودوريات محمولة إلى المدن لبسط سيطرتهم عليها وفي أحد الأيام سيروا دورية محمولة إلى مدينة سلفيت وهب سكان هذه البلدة لمقاومتهم والتصدي لهم فقام اليهود وأطلقوا الرصاص الحي على هؤلاء المقاومبن من السكان دون تمييز وعلى إثر ذلك إستشهد الطفل ياسر أسعد إبراهيم من خربة قيس والمقيم مع أهله في مدينة سلفيت ليكون بذلك ثاني شهيد تقدمه هذه القرية!.

