خربة قيس تحت حكم السلطة الفلسطينية


11130189_422935367888620_7731634648728793288_nكان المرحوم المهندس فؤاد حسين عبود أحد أبناء هذه القرية الذين عادوا من المهجر بعد حرب الخليج  وما أن عاد إلى أرض الوطن حتى كرّس معظم وقته لتعمير هذه القرية وإعادة هيكلتها من جديد!فقام وأسس فيها مجلساً قروياً لإدارة شؤونها المحلية وقام هذا المجلس بشراء مولد لتوليد الكهرباء فأنار بذلك بيوتها وطرقاتها وقام هذا المجلس أيضاً بتنظيف أرض المقبرة وتسييجها وإقامة سور إسمنتي من الجهات الأربع من حولها وقام  هذا المجلس أيضاً بترميم مبنى (المضافة) بمساعدة من إحدى الجمعيات الخيرية المهتمة بإحياء التراث الفلسطيني والمحافظة عليه وقام هذا المجلس أيضاً بفتح شوارع في داخل هذه القرية وطرق زراعية لتسهيل وصول أهل القرية إلى أراضيهم الزراعية البعيدة.

20150315_133600
روضة العبود

وتم نقل المدرسة من مكانها القديم إلى بناء حديث آخر بُني خصيصاً لها في قطعة الجامع الفوقا بتمويل من المحسنين في الداخل والخارج وكان على رأسهم الحاج محمد حسين عبود الذي كان قد ساهم أيضاً في بناء مسجد حديث للقرية وأقام على مدخل هذا المسجد ماءاً سبيلاً بارداً عن روح والديه ولم يكتف بذلك بل تبرع ببيت والده حسين العبود ليقيم فيه روضة العبود لأطفال القرية مع تحمل نفقاتها ما دام حياً. 

11205063_10206745590983463_4745163024515980506_n
الطريق الذي يصل بين خربة قيس ومزارع النوباني

وتمكن المرحوم المهندس فؤاد بمساعدة أهل قرية مزارع النوباني من فتح شارع يصل بين هاتين القريتين وتمكن كذلك بمساعدة أهل قرية عارورة من فتح شارعاً آخر يصل بين هاتين القريتين وتمكن كذلك بمساعدة من أهل قرية عمورية بفتح شارع يصل بين هاتين القريتين وبهذا أصبحت هذه القرية نقطة وصل بين جنوب فلسطين وشمالها كما كانت في عهد الخلافة التركية وفوق ذلك كله تم ربطها مع مدينة سلفيت لتصبح الضاحية الجنوبية منها لتمتد خدماتها إليها!. 

10301591_959022214118380_7897384342918503195_n
مسجد خربة قيس الحديث

ولا بد من الإشارة هنا إلى أبناء المهندس المرحوم حسن أحمد خالد الذين كانوا قد تبرعوا بعد وفاة والدهم ببناء قبة ومئذنة حديثة للمسجد الجديد ولا بد كذلك من الإشارة إلى أختهم المعلمة سهير طه التي أصبحت مديرة لمدرسة خربة قيس الأساسية المختلطة بعد عودتها من الأردن وأصبحت كذلك عضواً في المجلس القروي منذ إنشائه والتحقت بالمجلس البلدي في سلفيت بعد أن أصبحت قريتنا الضاحية الجنوبية لها!ولا أحداً يستطيع أن ينكر ما قدمه أيضاً الأخ طه حسن طه من خدمات لسكان هذه القرية سواء كان في عصر الإحتلال أو عصر السلطة الفلسطينية ولا زال يقدم حتى الآن خاصة لإعمار وخدمة مسجد القرية.

954667_10200441391735993_139074463_n
مقر الأمن الوطني في خربة قيس

وكانت هذه القرية قد ظُلمت من كل العهود السابقة فكانت الناس تلجأ لهذه القرية في الأزمات وينسوها بعد أن تنتهي هذه الأزمات إلا في عهد السلطة  الفلسطينية فقد إختارت قيادة الأمن الوطني قريتنا لتقيم فيها معسكراً لقواتهم وأعطت أفرادها الأوامر لمساعدة أهل القرية في شؤون حياتهم كما وأعطت سواقيها أوامر أخرى بأن يحملوا في سياراتهم كل من يجدونه في طريقه سائراً على الأقدام من القرية أو إليها وكان لوجودهم تأثير كبير ودعم معنوي ومادي لهذه القرية التي كانت قبل ذلك منسية. 

3910402121
رئيس بلدية سلفيت يشرف بنفسه على توسعة الطريق 

وفي عهد السلطة الفلسطينية ألحقت خربة قيس بمدينة سلفيت لتكون الضاحية الجنوبية لها وبهذا تكون قد امتدت خدمات بلدية سلفيت من كهرباء وماء ونقل النفايات لتصل إلى هذه القرية وتعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية ثم قامت هذه البلدية بتوسعة لأكتاف الطريق الذي يصل هذه القرية بمدينة سلفيت وتم تأهيل هذه الطريق لتكون من أحسن الطرق في المحافظة وتنتظر هذه القرية المزيد من الخدمات. 

10849924_809062492483680_8499410254200348959_n
عبدالجابر خضر خلف أبو جهاد

وفي عهد السلطة الفلسطينية أيضاً تمكن المناضلان:عبدالجابر خضر عبدالفتاح والمناضل قيس زهير فارس إملاوي من العودة إلى أرض الوطن بعد أن كانا قد إلتحقا بقوات حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بعد حرب 1967يعد أن رافقا حركة فتح في حلها وترحالها وأماكن تواجدها في المنافي المختلفة والمواقع المتعددة لكن عبدالجابر  خضر عبدالفتاح كان قد إختار أن يقيم في الأردن أما قيس فارس إملاوي فكان قد إستقر في مدينة رام الله بفلسطين. 

10277785_311580042381002_7444792785769492659_n
الأسير البطل بلال عباس خضر

وفي عهد السلطة الفلسطينية أيضاً قام البطل بلال عباس خضر عبدالفتاح بعملية فدائية بطولية في قرية اللبن الشرقية في يوم 4/8/2002 وأدت هذه العملية البطولية إلى قتل وجرح العديد من المستوطنين الصهاينة المغتصبين  وعلى إثر هذه العملية تم إعتقاله في يوم 20/8/2002وخضع بعدها للتحقيق في زنازين العدو لمدة ثلاثة شهور متصلة ثم حُكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات وفوق ذلك خمس وعشرون سنة ولم يكتف العدو الصهيوني بذلك بل قام بهدم منزل والد الأسير بلال الكائن في مدينة سلفيت. 

11714513_765471133562141_2033803060_n
فايز عبدالدايم

وفي عهد السلطة الفلسطينية أيضاً وضعت قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي ثلاثة من أبناء هذه القرية وهم:فايز عبدالدايم ويوسف عبدالدايم وسامر عبدالهادي قاسم على قائمة المطاردين والمطلوبين لديها أحياءاً أو أمواتاً إلى أن تمكنت السلطة من عقد إتفاق مع الجيش الإسرائيلي بتاريخ 22/3/2005يضمن الحفاظ على حياتهم وسلامتهم من قبل القوات الإسرائيلية بحيث ينجوا المطاردون من المناطق التي يتم تسليمها للجانب الفلسطيني من الملاحقة الإسرائيلية لهم بشرط توقفهم عن ممارسة أي نشاط قد يمس بالتهدئة التي كانت حاصلة في تلك الأيام. 

d981d987d8b1d8b311
الشهيد البطل سامر عبدالهادي

والأهم من ذلك كله فقد فقدت هذه القرية في عهد السلطة الفلسطينية واحداً من خيرة شبابها وهو الشهيد البطل سامر عبدالهادي قاسم قائد قوات القسام في محافظة سلفيت في يوم الجمعة بتاريخ 16/7/2005 عن عمر يناهز 28 عاماً إثر اشتباك مسلح مع قوات العدو الإسرائيلي فوق عين عادي وكان هذا اليوم مشهوداً في محافظة سلفيت وعموم فلسطين وفي صباح اليوم التالي السبت شيعت الجماهير جنازته في مسيرة لم تشهد سلفيت لها مثيلاً قُدرت بعشرات الآلاف بعد أن بكت عليه الجبال والوديان والنساء والأطفال.

تاريخ بلدنا

أضف تعليق