كان المرحوم المهندس فؤاد حسين عبود أحد أبناء هذه القرية الذين عادوا من المهجر بعد حرب الخليج وما أن عاد إلى أرض الوطن حتى كرّس معظم وقته لتعمير هذه القرية وإعادة هيكلتها من جديد!فقام وأسس فيها مجلساً قروياً لإدارة شؤونها المحلية وقام هذا المجلس بشراء مولد لتوليد الكهرباء فأنار بذلك بيوتها وطرقاتها وقام هذا المجلس أيضاً بتنظيف أرض المقبرة وتسييجها وإقامة سور إسمنتي من الجهات الأربع من حولها وقام هذا المجلس أيضاً بترميم مبنى (المضافة) بمساعدة من إحدى الجمعيات الخيرية المهتمة بإحياء التراث الفلسطيني والمحافظة عليه وقام هذا المجلس أيضاً بفتح شوارع في داخل هذه القرية وطرق زراعية لتسهيل وصول أهل القرية إلى أراضيهم الزراعية البعيدة.

وتم نقل المدرسة من مكانها القديم إلى بناء حديث آخر بُني خصيصاً لها في قطعة الجامع الفوقا بتمويل من المحسنين في الداخل والخارج وكان على رأسهم الحاج محمد حسين عبود الذي كان قد ساهم أيضاً في بناء مسجد حديث للقرية وأقام على مدخل هذا المسجد ماءاً سبيلاً بارداً عن روح والديه ولم يكتف بذلك بل تبرع ببيت والده حسين العبود ليقيم فيه روضة العبود لأطفال القرية مع تحمل نفقاتها ما دام حياً.

وتمكن المرحوم المهندس فؤاد بمساعدة أهل قرية مزارع النوباني من فتح شارع يصل بين هاتين القريتين وتمكن كذلك بمساعدة أهل قرية عارورة من فتح شارعاً آخر يصل بين هاتين القريتين وتمكن كذلك بمساعدة من أهل قرية عمورية بفتح شارع يصل بين هاتين القريتين وبهذا أصبحت هذه القرية نقطة وصل بين جنوب فلسطين وشمالها كما كانت في عهد الخلافة التركية وفوق ذلك كله تم ربطها مع مدينة سلفيت لتصبح الضاحية الجنوبية منها لتمتد خدماتها إليها!.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أبناء المهندس المرحوم حسن أحمد خالد الذين كانوا قد تبرعوا بعد وفاة والدهم ببناء قبة ومئذنة حديثة للمسجد الجديد ولا بد كذلك من الإشارة إلى أختهم المعلمة سهير طه التي أصبحت مديرة لمدرسة خربة قيس الأساسية المختلطة بعد عودتها من الأردن وأصبحت كذلك عضواً في المجلس القروي منذ إنشائه والتحقت بالمجلس البلدي في سلفيت بعد أن أصبحت قريتنا الضاحية الجنوبية لها!ولا أحداً يستطيع أن ينكر ما قدمه أيضاً الأخ طه حسن طه من خدمات لسكان هذه القرية سواء كان في عصر الإحتلال أو عصر السلطة الفلسطينية ولا زال يقدم حتى الآن خاصة لإعمار وخدمة مسجد القرية.

وكانت هذه القرية قد ظُلمت من كل العهود السابقة فكانت الناس تلجأ لهذه القرية في الأزمات وينسوها بعد أن تنتهي هذه الأزمات إلا في عهد السلطة الفلسطينية فقد إختارت قيادة الأمن الوطني قريتنا لتقيم فيها معسكراً لقواتهم وأعطت أفرادها الأوامر لمساعدة أهل القرية في شؤون حياتهم كما وأعطت سواقيها أوامر أخرى بأن يحملوا في سياراتهم كل من يجدونه في طريقه سائراً على الأقدام من القرية أو إليها وكان لوجودهم تأثير كبير ودعم معنوي ومادي لهذه القرية التي كانت قبل ذلك منسية.

وفي عهد السلطة الفلسطينية ألحقت خربة قيس بمدينة سلفيت لتكون الضاحية الجنوبية لها وبهذا تكون قد امتدت خدمات بلدية سلفيت من كهرباء وماء ونقل النفايات لتصل إلى هذه القرية وتعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية ثم قامت هذه البلدية بتوسعة لأكتاف الطريق الذي يصل هذه القرية بمدينة سلفيت وتم تأهيل هذه الطريق لتكون من أحسن الطرق في المحافظة وتنتظر هذه القرية المزيد من الخدمات.

وفي عهد السلطة الفلسطينية أيضاً تمكن المناضلان:عبدالجابر خضر عبدالفتاح والمناضل قيس زهير فارس إملاوي من العودة إلى أرض الوطن بعد أن كانا قد إلتحقا بقوات حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بعد حرب 1967يعد أن رافقا حركة فتح في حلها وترحالها وأماكن تواجدها في المنافي المختلفة والمواقع المتعددة لكن عبدالجابر خضر عبدالفتاح كان قد إختار أن يقيم في الأردن أما قيس فارس إملاوي فكان قد إستقر في مدينة رام الله بفلسطين.

وفي عهد السلطة الفلسطينية أيضاً قام البطل بلال عباس خضر عبدالفتاح بعملية فدائية بطولية في قرية اللبن الشرقية في يوم 4/8/2002 وأدت هذه العملية البطولية إلى قتل وجرح العديد من المستوطنين الصهاينة المغتصبين وعلى إثر هذه العملية تم إعتقاله في يوم 20/8/2002وخضع بعدها للتحقيق في زنازين العدو لمدة ثلاثة شهور متصلة ثم حُكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات وفوق ذلك خمس وعشرون سنة ولم يكتف العدو الصهيوني بذلك بل قام بهدم منزل والد الأسير بلال الكائن في مدينة سلفيت.

وفي عهد السلطة الفلسطينية أيضاً وضعت قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي ثلاثة من أبناء هذه القرية وهم:فايز عبدالدايم ويوسف عبدالدايم وسامر عبدالهادي قاسم على قائمة المطاردين والمطلوبين لديها أحياءاً أو أمواتاً إلى أن تمكنت السلطة من عقد إتفاق مع الجيش الإسرائيلي بتاريخ 22/3/2005يضمن الحفاظ على حياتهم وسلامتهم من قبل القوات الإسرائيلية بحيث ينجوا المطاردون من المناطق التي يتم تسليمها للجانب الفلسطيني من الملاحقة الإسرائيلية لهم بشرط توقفهم عن ممارسة أي نشاط قد يمس بالتهدئة التي كانت حاصلة في تلك الأيام.
