أهمية موس الكبّاس في القرية الفلسطينية


 أهـمـيـة مـوس الـكـبّـاس فـي الـقـريـة الـفـلـسـطـيـنـيـة

folklor-z2
الشبرية

في الماضي الذي هو ليس بالبعيد نادراً ما كان يخرج الرجل في القرية الفلسطينية من بيته دون أن يحمل معه شبريته!وهذه الشبرية  لمن لا يعرفها هي سكين قاطعة من الجهتين لها مقبض وتدخل في غمد لها يثبته الرجل على الجهة اليمنى من خصره بعد أن يدخل عروتها في زناره الذي كان الذي كان يتكون من جزئين جزء من الحديد والجزء الثاني من الجلد وكان يسمى سير الزرد وكانوا يستخدمون هذه الشبرية للزينة فلا تكتمل رجولة الشاب إلا بعد أن يضع شبريته على وسطه!وكانوا يستخدمونها كسلاح يدافع بها الشخص عن نفسه وعن غيره عند الضرورة!.

الصبار1
نبات الصبر الذي كان ينظف بها الشخص شبريته!

وكانت هذه الشبرية تقوم مقام السكين في حالة غيابها!وكان الرجل في القرية الفلسطينية يعتني بشبريته على الدوام فكان يخرجها من غمدها بين الحين والآخر ويغرزها في ألواح نبات الصبر لتنظيفها وزيادة لمعانها وكان يتباها بها أمام الآخرين ومنهم من كان يرقص بها مفتوحة في المناسبات الخاصة والعامة!.

1936 - British soldiers searching Palestinians in front of Jerusalem walls
أصبحت الشبرية بحد ذاتها تهمة للفلسطيني في عهد الإنجليز

وبقيت هذه الشبرية كذلك إلى أن تنبه لها الجيش البريطاني الذي كان يحتل فلسطين في ذلك الوقت وأصبحت تجلب لصاحبها المتاعب بعد أن وضعها هذا الجيش في قائمة الأسلحة الممنوع على الفلسطينيين حملها أو تداولها وأصبحت شبرية الرجل إن ضبطت معه تهمة تدخله السجن أو تسبب له مشاكل ومتاعب مع الإنجليز هو في غنى عنها زد على ذلك أن الزي الوطني للرجل الفلسطيني بدأ يختفي ويحل محله الزي الغربي الذي لا يتناسب مع هذه الشبرية فكان على أهل هذه القرى أن يجدوا البديل.

mk152870_okapi
موس الكباس جاء بديلاً عن الشبرية في القرى الفلسطينية

فجاء موس الكباس ليكون بديلاً عن الشبرية وحل محلها فأصبح لزاماً على الجميع أن يحملوه في جيوبهم ويفتخرون بحده القاطع للأشياء وبغمده وسلساله وقد تفوق على الشبرية وعلى غيرها من الأسلحة الأخرى لأن له رافعة مربوط فيها حلقة دائرية كي يمسك بها كل من يريد أن يفتحه أو يغلقه وهذه الرافعة تمنع الأطفال من فتحه لو وقع بأيديهم بعكس الشبرية التي يستطيعون فتحها بسهولة مما قد تسبب لهم الضرر.

996
كان الشباب يلوحون بموس الكباس كما يلوح محمد عساف بمسبحته في هذه الأيام!

وكان لهذا الموس إستخدامات كثيرة في حياة رجال القرية وشبابها في ذلك الوقت أهمها أنهم كانوا يستعملونه كسلاحاً مخفياً لا يراه أحد!ولا يستطيع الأطفال فتحه أو اللعب به كسائر الأسلحة الأخرى!أما الشباب منهم فكانوا يربطون هذا الموس بسلسال من الحديد ويلوحون به من باب التسلية والتباهي كما يفعل شباب هذه الأيام بالمسبحة التي إمتد إستخدامها حتى وصل إلى المطربين عند إحياء حفلاتهم الغنائية!.

images5AZLZ2XN
يستخدم موس الكباس في تقشير ثمار نبات الصبر قبل أكله

موس الكباس في القرية الفلسطينية كان له استخدامات كثيرة منها كان يستخدم كسكين لأكل الفواكه الصيفية بأنواعها وأهمها ثمار نبات الصبر وكان يستخدم في قطع العصي عن الأشجار غير المثمرة كشجر البلوط والسّويد وكان يستخدم في تطعيم الأشجار البرية وفي قطع خرصان شجر الزيتون التي تنموا على سيقانه لعمل السلال والقرطل من هذه الخرصان ولذبح الطيور والعصافير التي كانوا يصيدونها بواسطة الفخة أو القوس أو النقافة ولذبح طيور الدجاج والأغنام بأنواعها. 

imagesUPKEC0FV
بعد أن يبحث الشخص منهم عن غنمته ولم يجدها يخرج موسه من جيبه ويفتحه فتحة كاملة ويقرأ علىه المعوذات ثم يقفله ويعيده إلى جيبه ويعود إلى بيته مطمئناً على ما فقد فلن يفترسه أي حيوان في تلك الليلة!

حتى أن هذا الموس كان قد دخل في معتقدات أهل القرية في ذلك الوقت فكانوا يلجؤون إليه عندما تضيع دابة أو غنمة لأحدهم فهو الذي سيحافظ عليها حية ويحميها من كل شر!فبعد أن يبحث الشخص منهم عن غنمته أو دابته ولم يجدها يخرج هذا الموس الذي غالباً ما يكون في جيبه وإذا لم يكن في جيبه يذهب إلى البيت ويحضره ثم يقوم بفتحه فتحة كاملة ويقرأ على هذا الموس المعوذات وهو مفتوح ثم بعدها يقفله ويعيده ثانية إلى جيبه ويعود إلى بيته مطمئناً على ما فقد!فلن يفترسه أي حيوان في تلك الليلة!هكذا كان أهل القرية يعتقدون ويفعلون عندما يضيع حيواناً لأحدهم وفي الصباح يخرج الجميع للبحث عنه فإذا لم يجدوه قالوا:هكذا شاء الله وما شاء الله فعل!ويتهموا من فتح الموس بأنه لم يتقن عمله!.

تراث بلدنا

أضف تعليق