أهـمـيـة مـوس الـكـبّـاس فـي الـقـريـة الـفـلـسـطـيـنـيـة

في الماضي الذي هو ليس بالبعيد نادراً ما كان يخرج الرجل في القرية الفلسطينية من بيته دون أن يحمل معه شبريته!وهذه الشبرية لمن لا يعرفها هي سكين قاطعة من الجهتين لها مقبض وتدخل في غمد لها يثبته الرجل على الجهة اليمنى من خصره بعد أن يدخل عروتها في زناره الذي كان الذي كان يتكون من جزئين جزء من الحديد والجزء الثاني من الجلد وكان يسمى سير الزرد وكانوا يستخدمون هذه الشبرية للزينة فلا تكتمل رجولة الشاب إلا بعد أن يضع شبريته على وسطه!وكانوا يستخدمونها كسلاح يدافع بها الشخص عن نفسه وعن غيره عند الضرورة!.

وكانت هذه الشبرية تقوم مقام السكين في حالة غيابها!وكان الرجل في القرية الفلسطينية يعتني بشبريته على الدوام فكان يخرجها من غمدها بين الحين والآخر ويغرزها في ألواح نبات الصبر لتنظيفها وزيادة لمعانها وكان يتباها بها أمام الآخرين ومنهم من كان يرقص بها مفتوحة في المناسبات الخاصة والعامة!.

وبقيت هذه الشبرية كذلك إلى أن تنبه لها الجيش البريطاني الذي كان يحتل فلسطين في ذلك الوقت وأصبحت تجلب لصاحبها المتاعب بعد أن وضعها هذا الجيش في قائمة الأسلحة الممنوع على الفلسطينيين حملها أو تداولها وأصبحت شبرية الرجل إن ضبطت معه تهمة تدخله السجن أو تسبب له مشاكل ومتاعب مع الإنجليز هو في غنى عنها زد على ذلك أن الزي الوطني للرجل الفلسطيني بدأ يختفي ويحل محله الزي الغربي الذي لا يتناسب مع هذه الشبرية فكان على أهل هذه القرى أن يجدوا البديل.

فجاء موس الكباس ليكون بديلاً عن الشبرية وحل محلها فأصبح لزاماً على الجميع أن يحملوه في جيوبهم ويفتخرون بحده القاطع للأشياء وبغمده وسلساله وقد تفوق على الشبرية وعلى غيرها من الأسلحة الأخرى لأن له رافعة مربوط فيها حلقة دائرية كي يمسك بها كل من يريد أن يفتحه أو يغلقه وهذه الرافعة تمنع الأطفال من فتحه لو وقع بأيديهم بعكس الشبرية التي يستطيعون فتحها بسهولة مما قد تسبب لهم الضرر.

وكان لهذا الموس إستخدامات كثيرة في حياة رجال القرية وشبابها في ذلك الوقت أهمها أنهم كانوا يستعملونه كسلاحاً مخفياً لا يراه أحد!ولا يستطيع الأطفال فتحه أو اللعب به كسائر الأسلحة الأخرى!أما الشباب منهم فكانوا يربطون هذا الموس بسلسال من الحديد ويلوحون به من باب التسلية والتباهي كما يفعل شباب هذه الأيام بالمسبحة التي إمتد إستخدامها حتى وصل إلى المطربين عند إحياء حفلاتهم الغنائية!.

موس الكباس في القرية الفلسطينية كان له استخدامات كثيرة منها كان يستخدم كسكين لأكل الفواكه الصيفية بأنواعها وأهمها ثمار نبات الصبر وكان يستخدم في قطع العصي عن الأشجار غير المثمرة كشجر البلوط والسّويد وكان يستخدم في تطعيم الأشجار البرية وفي قطع خرصان شجر الزيتون التي تنموا على سيقانه لعمل السلال والقرطل من هذه الخرصان ولذبح الطيور والعصافير التي كانوا يصيدونها بواسطة الفخة أو القوس أو النقافة ولذبح طيور الدجاج والأغنام بأنواعها.
