طائر الشنار

هناك الكثير من الطيور التي كانت تقيم معنا على مدار العام ولا تزال في خربة قيس على الرحب والسعة وكان من أهم هذه الطيور هو طائر الشنار الذي كانت بيضة من بيضاته الملونة تعتبر أكبر هدية للأطفال الصغار في ذلك الوقت!وصيد طير من طيوره يجعلهم أكثر قرباً إلى قور المفتول المنتظر!وكنا نتبادل معه الدهاء فمرة نغلبه عندما نستبدل بيضه بحجارة مشابهة من أحجار الواد ومرة يغلبنا عندما كان يخيفنا كلما طار فجأة من أمامنا محدثاً صوتاً مجلجلاً!.

لكنه بالمقابل كان يغرينا أكثر عندما كان يترك لنا صغاره بيننا فنبدأ على الفور بمحاولة القبض على أحدها على الأقل إن لم يكن كلها لكننا كنا نفشل فشلاً ذريعاً بالقبض على أي منها لأن صغار الشنار كانوا يختفون بسرعة عجيبة بين الاحجار والصخور والأعشاب ومن من هذه الصغار لم يتمكن من الاختفاء كان يختار أقرب حجر عليه ويقلبه على نفسه!وكان هذا الطائر قد علمنا مبادئ الموسيقى فكنا إذا أردنا البحث عن مكانه للعثور على مدحاته نقوم بتقليد صوته فيبدأ بتقليدنا وعندها نعرف مكانه!.
طائر الزريق

طائر الزريق يتواجد مع أنثاه ولا يفترقا عن بعضهما البعض وكان هذا الطائر يفاجئنا هو الآخر عندما يشعر بوجودنا فيطير مع أنثاه بعد أن يصيحا صيحة يهزان بها المنطقة وينتقلا من شجرة إلى أخرى أو من جبل إلى آخر وهذا الطائر يبني عشه بين أغصان أشجار الزيتون في الغالب وتضع أنثاه في عشها من بيضة إلى ثلاث بيضات ولا يلتفت إليه الصياد لأن لحمه يعتبر قليلاً بالنسبة إلى حجمه ولا يصاد هذا الطائر بالفخ أو القوس أو الحجر وإنما يصاد بإطلاق النار عليه من خرطوش الصيد فقط!.
طائر أبو النقر

طائر أبو النقر كان ولا زال يزاحمنا على أكل اللوز الفركي قبل وبعد أن ينضج على الشجرة فما أن يصلبّ اللبّ الذي يكون في داخل الثمرة حتى يبدأ باستخراجه بمنقاره الحاد ويترك لنا القشرة معلقة على الغصن أو يرميها لنا أرضاً!وبعد أن ينتهي موسم اللوز الفركي يذهب إلى ثمار أشجار البلوط وما أن تخرج ثمار أشجار البلوط من كؤوسها حتى تجده يبدأ في قطفها وأكلها أولاً بأول!.

وهو لن يكتف بالأكل فقط بل يقوم بتخزين هذه الثمار في الشقوق الموجودة بجذوع وسيقان الأشجار الميتة منها وفي شقوق الصخور والأحجار وهو يخزن أكثر من حاجته السنوية في العادة وما يزيد عن حاجته ينمو في السنة القادمة من المكان الذي يضعه فيه لهذا فكثيراً ما تجد في الجبال والوديان شجرة بلوط كانت قد نمت في شق صخري أو حتى في ساق شجرة!.
عصفور ملاهي الرعيان

عصفور املاهي الرعيان صغير الحجم يرافق كل من يسير على الطريق وخاصة رعاة الأغنام ويبدأ في الاقتراب منهم فيخيل لهم أن القبض عليه شيئاً سهلاً وما أن يقتربوا منه كي يقبضوا عليه تجده قد طار إلى مسافة أقرب من المسافة الأولى وهكذا سيبقى هذا الطائر يغري من يلاحقه إلى أن يجد نفسه وقد نسي الهدف الذي من أجله يسير!ولو كان هذا الشخص راعياً لوجدته قد ترك أغنامه تهيم في العراء لوحدها!لهذا سمي هذا الطائر بهذا الاسم والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذا الطائر تعلم من الإنسان الدهاء أم أن الإنسان كان قد تعلم الدهاء من هذا الطائر!؟.
طائر أبو الذنين

طائر أبو الذنين يشبه طائر البوم في شكله لكنه يتدلى من رأسه خصلتان من الريش تشبهان الأذنين فسمي بهذا الاسم وهو طير بسيط ساذج ينشغل فيمن أمامه وينسى من هو خلفه أو بجانبه لهذا كان يقوم أحدنا بالوقوف أمامه واشغاله بحركات بهلوانية ويقوم شخص آخر بالاقتراب منه من الخلف وإلقاء القبض عليه باليدين وهذا الدرس لم نكن لنستوعبه صغاراً في حياتنا اليومية لكننا استوعبناه كباراً لكن بعد فوات الأوان فالطيبة في زماننا هذا أصبحت غباءأ والغدر أصبح دهاءاً فالإنسان الطيب بهذا الزمن أصبح مظلوماً ومن طيبته ينخدع من اقرب الناس إليه!.
حمام يا جوختي

طائر حمام يا جوختي هو نوع من أنواع طيور الحمام البري الذي يحب دائماً أن يعتلي شجرة من أشجار الصنوبر المتواجدة في راس زيد أو في راس مقحار أو أي مكان آخر ويقوم بإخراج أصوات تفهمها النساء قبل أن يفهمها الرجال وتقوم المرأة بإسقاطها على نفسها ففي الماضي غير البعيد كانت العروس قبل زواجها تشترط على عريسها أن يحضر لها عباءة من الجوخ من جملة ما كانت تطلبه قبل الزواج!.

وعندما سألت أمي رحمها الله عن ما يقوله هذا الطائر الحزين أفهمتني أن أنثى هذا الطائر كانت قد طلبت من الذكر عباءة من الجوخ وذهب الذكر ليحضرها من مكانها البعيد وبعد أن أحضرها سقطت هذه العباءة منه وضاعت في أحد الأودية ولم تقبل به مخطوبته لهذا بقي هذا الطائر أعزباً حزيناً يندب حظه العاثر إلى الأبد فكنت أشفق على هذا الطائر من دون كل الطيور!.
حمام البرم برم

وهو نوع من أنواع الحمام البري الذي يصدر أصواتاً يسمعها السامع وكأنه يقول برم برم وهذا الطائر يعيش في الجبال بعيداً عن القرية ويطلبه الصيادون عند غياب طيور الشنانير أما أنثاه فتضع في السنة الواحدة بيضتين فقط ويختار الأشجار العالية ليضع عشه فوقها ليكون بعيداً عن أيدي الصغار الذين يلاحقونه لأخذ زغاليله بدلاً منه وهروباً من الزواحف التي تأكل بيضه أو فراخه ومن صوته أخذت أغنية برم برم كعب الفنجان!.
حمام أذكروا ربكم

وهو نوع آخر من أنواع الحمام البري الذي لم يكن موجوداً عندنا بل كان قد داهمنا بعد النكسة مباشرة ويخرج هذا الطائر أصواتاً يفسرها البعض على أنه يقول أذكروا ربكم لا سيما وأنه جاء بعد هزيمة لهذا فهو غير مرغوب للصيادين وعليه يتواجد هذا الطائر في معظم أوقاته حول القرية ليُطرب المتدينين منهم بقوله أذكروا ربكم صباح مساء ومن الجدير بالذكر أنني وجدت هذا الطائر يعيش في مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية ويصدر الأصوات نفسها ولم يسموه بهذا الإسم أما نحن فبعد هزيمتنا على الأرض تمسكنا بالسماء وجعلنا من طائر الحمام داعية!.
عصفور البليدي

وهو عصفور يقيم في بيوت القرية لهذا أعطي هذا الإسم وهذا الطائر كان يبني عشه في طواقي الحمام الفارغة أو في الحفر والشقوق الموجودة في جدران البيوت أو بين أغصان الأشجار الموجودة في المنازل وكان هذا العصفور يعيش بيننا فوق أسطح البيوت والأشجار ويزاحم الدجاج والحمام أحياناً على ما كنا نقدمه لها من شعير أو قطين مفروم.

هذا العصفور لا يصاد كغيره من العصافير لا بفخ ولا بقوس لهذا كانت أفضل طريقة لصيده هي أن نرميه بحجر صغير بواسطة النقافة التي كنا نصنعها خصيصاً لمثل هذه العصافير وقد يخطئ هذا الحجر المقذوف فيصيب أحد البيوت المجاورة فيحتج علينا الجيران فنتعرض إلى توبيخهم وإذا وصل الموضوع للأهل فنحصل على توبيخ آخر وبعد أن نصيده كنا نندم على ذلك الصيد لأن لحمه قليل جداً بالنسبة إلى حجمه!.
طائر السّمن

وما أن يأتي فصل الشتاء ببرده وثلجه وصقيعه حتى نبدأ في تجهيز فخاننا التي كنا نصنعها من أسلاك الحديد التي كانت مزروعة بالأرض من بقايا الحرب العالمية الأولى لصيد هذه الطيور المهاجرة التي لا تزورنا إلا في فصل الشتاء فقط من كل عام أما ما نضعه له طعماً لإغرائه فهو دودة نستخرجها من سيقان نبات الخرفيش أو نبات الحمحم وإذا لم نجد فكنا نراقب حشرة بحجم الصرصور تعلن عن وجودها فهي تطحن التراب من حولها وتجعله ناعماً فنستدل عليها ونخرجها وكنا نسميها كعكل!.
طائر الخضّر

أما طائر الخضر فكنا نصيده بنفس الطريقة التي كنا نصيد بها طائر السمن فنقوم بالبحث عن وجبة من الديدان لهذه الطيور في سيقان نبات الخرفيش الجافة ونضعها في الفخة بعد دفنها في الأرض وتبقى الدودة فقط ظاهرة للعيان كي يراها الطائر ثم نقوم بمطاردة هذه الطيور كي نجعلها ترى الدودة وعندما تراها تهجم عليها لتأكلها فتجد نفسها قد وقعت في الفخ وهذا الطائر دخل في الثقافة الفلسطينية قبل أن يدخل فخاخهم وبالذات في الغناء فهم يقولون:يا طير الخضر سلم عليهم طالت الفرقة واشتقنا ليهم!.
طائر السّود

وأما طائر السود فمثله مثل طائر الخضر أو طائر السمن في طريقة صيده فعندما يرى هذا الطائر الدودة حتى يهجم عليها فيقع في الفخ ونأخذه وننصب الفخ لغيره وهكذا وما أن ينتهي فصل الشتاء ويبدأ فصل الربيع ويبدأ فيه الحراثون يحرثون أرضهم ويبحشونها حتى تلاحقهم طيور الكركزة والقبرة وأبو حمار والهدهد لتلتقط ما تسطيع إلتقاته مما يبذره الحراث في أرضه وفي وقت إستراحة الحراث كان طائر أبو حمار يأتي ويحط على ظهر الدابة التي يستعملها الحراث ليلتقط من على ظهره بعضاً من شعره كي يضعها في عشه فهي تبقى أنعم من القش الذي يبني به عشه!.
عصفور الزراقي

وقبل أن يبدأ فصل الصيف يكون كل واحد منا قد جهز أقواسه من شجر السّويد أو البطم وما أن تبدأ ثمار التين في النضوج في شهر تموز حتى تهرع عصافير الزراقي و الفسيسي لتأكل من ثمار التين فتختار أحسنها فتأك جزء من الحبة وتنتقل للأخرى ونادراً ما كنت تجد حبة تين لم ينقرها عصفور عندها يسمونها شنقار فتجد هذه العصافير قد تينت أي سمنت بعد أن عانت من الجوع في فصل الشتاء والربيع.

عندها نقوم بنصب أقواسنا على شجر التين ونصيد منها الكثير وتقوم أمهاتنا بوضع العصفور بكامله بعد تنظيفه في قرص من العجين وتضعه في الطابون وهذه كانت أكلتنا المفضلة وبعد أن ينتهي موسم التين نقوم بنصب أقواسنا على نبات القبار وبعد أن ينتهي موسم القبار نعود وننصب فخاخنا على شجار البطم فهذه الشجرة تصبح مرتعاً للطيور.
طائر البوم

طائر البوم من الطيور التي تنام في الخراب والمقابر والأراضي البور نهاراً وتصحو ليلاً فكان هذا الطائر يقوم بزيارتنا في القرية بعد المغرب ويدخل بين بيوت القرية ويتنقل بينها بين الحين والآخر وهو طائر غير مرحب به بين الناس فكان قدومه إلى القرية مؤشراً بوفاة أحد سكانها فكان إذا إقترب مثلاً من بيتنا تنفعل أمي في الحال لوجوده وترد على صياحه وتقول:روح إبتعد من هنا وخذ معك فالك وإن شاء الله يكون فالك على حالك!.
طائر الغراب

والطائر الآخر غير المرغوب برؤيته ويتقزز الناس من صوته هو طائر الغراب وعلى الرغم من ذلك فإن صياحه كان يبشرنا بقرب نزول المطر أما لماذا يكرهه الناس فهو الشاهد الوحيد عندما قتل هابيل أخيه هابيل وأصبح هذا الطائر يمثل في نظر الناس إقتتال الأخوة وأصبحوا يطاردونه ليبعدوه عنهم حفاظاً على أولادهم أما طائر السنونو والخفاش فكان كل منهما يعيش في الكهوف في الجبال والوديان وأما الصقير والباشق والعقاب والرخمة فهي طيور تأكل اللحوم والجيف وفائدتها تكمن في أكل الحيوانات الميتة وكان يمر طائر أبو سعد من قريتنا فهو من الطيور المهاجرة.
طائر أبو سعد

صور رئعة جدن
إعجابإعجاب
هل يؤكل طائر ابو زريق؟ مباح أكله؟ مع الشكر
إعجابإعجاب