
كان القمر في الماضي القديم مهماً جداً في حياة سكان أهل القرى الفلسطينية وخاصة في قريتنا خربة قيس لعدم توفر أي مصدر للضوء غيره في الليل فعلى ضوء القمر كانوا يزورون بعضهم البعض ليلاً وعلى ضوء القمر كانوا يسافرون من قريتنا إلى القرى المجاورة وعلى ضوء القمر كان يلعب الصغار لعبهم المفضلة عندهم مثل (الطمة) و (الغماية) على البيادر.

وعلى ضوء القمر كان الكبار من الرجال يسهرون تحت (تينة الصبرا) أو على عراق (الزقاق) أو تحت شجرة الفلفل البري الموجودة في مبنى المضافة وعلى ضوء القمر كانوا يسرقون ثمار أشجار الزيتون وثمار أشجار اللوز وعناقيد العنب والقطين من مساطيحه التي كانت منتشرة في مختلف أراضي هذه القرية وعلى ضوء القمر كانوا يقيمون (الطُوش) الليلية المرتبة مسبقاً لهذا فهم ينتظرون طلوع القمر على أحر من الجمر في بداية كل شهر.

وفي أحد الأيام الخوالي حُجب عن سماء قريتنا ضوء القمر تحت تأثير طبقة من الغيوم الكثيفة التي كانت قد اجتاحت سماء قريتنا في تلك الليلة فتأخر موعد طلوع القمر عن موعده وبذلك تكون قد تعطلت أشغال وأعمال وسهرات أهل القرية وسرقاتهم أيضاً وشاع بين سكان القرية أن أهل عمورية (القرية التي تقع شرق قريتنا) كانوا قد أمسكوا بهذا القمر ومنعوه من الظهور في سماء قريتهم.
