أيهما أكثر صبراً النبي أيوب أم زوجته؟


images (2)
أيهما أكثر صبراً النبي أيوب أم زوجته؟

كان النبي أيوب عليه السلام، كثير المال، كثير الأولاد، كثير الأنعام، وبين ليلة وضحاها، ذهب منه كل ماله، ومات جميع أولاده، ونفقت أنعامه، وفوق ذلك كله، إبتلاه الله عز وجل، بمرض عضال، أقعده في بيته، سنين طوال، ومع كل هذا، بقي شاكراً عابداً لله تعالى في محنته الكبيرة هذه، وطال مرضه، حتى لازمه ثماني عشرة سنة، وعلى إثر ذلك، انقطع عنه الناس جميعهم، ولم يبق أحد منهم، يحن عليه ويرعاه، في مرضه هذا، غير زوجته.

images
باعت نصف شعرها ‏لتصنع لها ولزوجها طعاماً

وظلت زوجته تحنو عليه، وترعى له حقه، وتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجاته اليومية، ولا تفارقه أبداً، إلا عندما كانت تقوم بخدمة الناس الأغنياء بالأجرة، كي تفي بمقومات حياتهما اليومية، فهي وحدها التي كانت تعرف قديم إحسانه عليها، وعلى غيرها، وتقدر حسن معاشرته لها، في حالة السراء التي كان قد مر بها، وعندما ‏ضاق عليها الحال أكثر، قامت ببيع نصف شعرها، لبعض بنات الملوك، ‏لتصنع لها ولزوجها من ثمنه طعاماً، وعندما علم نبينا أيوب بذلك، حلف على زوجته يميناً، لئن شفاه الله من مرضه، ليضربنها ‏مائة جلدة فقط لا غير. 

12142044_1040766785944190_1007269235_n
دعاء النبي يعقوب لربه

واستمرت هذه الحالة الصعبة، على نبي الله أيوب وزوجته، طيلة ثماني عشرة سنة، ‏وهما صابران صبراً جميلاً، على هذا البلاء الرباني، دون شكوى أو تذمر من هذا المرض اللعين، ومحتسبان هذا المرض إلى الله تعالى، وفي أحد الأيام، دعا نبينا أيوب ربه، ليخرجه من هذه المحنة، وهذا البلاء حيث، قال: ربي مسّني الضر، وأنت أرحم الراحمين، فاستجاب الله لدعائه هذا، وشفاه من مرضه، وأعاد إليه كل ما كان قد افتقده، من صحة ومال وأنعام وحلال، وعادت الأمور إلى نصابها.

download
الريحان 

ولم يبق على نبينا أيوب غير البر بيمينه، الذي كان قد حلفه على زوجته، عندما كانت قد باعت نصف شعرها لبنات الملوك، لتسديد فاتورة الحياة اليومية لها وله أثناء فترة مرضه الطويلة، وعندما همّ نبينا أيوب بمعاقبتها، تدخل الله سبحانه وتعالى بينه وبين زوجته في آخر لحظة، بأن أمره الله أن يأخذ ‏حزمة من أعواد نبات الريحان عددها مائة عود، ويضرب بها زوجته ضربة واحدة، وبذلك لا يحنث في يمينه، الذي كان قد حلفه عليها.

1
الرجل يشتري والمرأة هي التي تدفع 

إلى هنا تنتهي قصة سيدنا أيوب وزوجته مع المرض، والإبتلاء الرباني، ولولا تدخل الله سبحانه وتعالى في آخر لحظة، ووقوفه مع زوجة أيوب المظلومة، لكان قد تم جلدها من قبل زوجها، الذي كانت قد صبرت عليه ثمانية عشر سنة، وباعت من أجله، أعز ما تملكه المرأة، وهو شعرها، لتسديد الفاتورة اليومية لمعيشتهما، وسؤالي الآن للجميع: من الذي يستحق أن يذهب  صبره مثلاً، يتداوله الناس من بعده فيما بينهم: صبر أيوب أم صبر زوجته؟.

كل شيء عن المرأة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s