التقوى في نظر الأفراد


imagesca20pp55
أقنع القوي الضعبف بأن طاعته له واجبة

عدم فهم الأفراد للمعنى الحقيقي للتقوى، جعل قويّهم يستعبد ضعيفهم، ويسخّره لخدمته، ولم يكتف هذا القوي بذلك فقط، بل استطاع أن يقنع الضعيف بضعفه، لا بل أفهمه، بأنّ القوة لله وحده، يهبها لمن يشاء من عباده، فلا يُمكن للشخص الضعيف أن يكون قوياً، لأن الله خلقه ضعيفاً، ولو أراد غير ذلك لكان قد خلقه قوياً، وأقنع القوي الضعيف أيضاً، بأن طاعة الضعيف للقويّ واجبة، فإذا عصى الضعيف أمر القويّ، فكأنه عصى الله دون أن يدري أو لا يدري.  

imagesCASJP8JI
وأفهم القوي الضعيف أن هذه الدنيا فانية

وأفهم القوي الضعيف أن هذه الدنيا فانية، لأنها عبارة عن ممر مؤقت للآخرة، والجري وراءها يجلب له تشتت الذهن، وكثرة الهموم، وأقنعه بأن يستغني عن كثير من الأشياء، ويتركها لغيره، ويأخذ منها ما هو محتاج له فقط، كي ينعم بالسعادة والهناء، وعلّمه الإستكانة في الدنيا، فهي لا تستحق منه أن يدافع فيها عن نفسه، لا بل عليه أن ينتظر الآخرة، فهناك من سيدافع عنه، ويردّ له حقوقه، لا بل يعُوضه عن ما لحق به من ظلم في الدنيا، ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار.  

imagesCAK4MZHB
وأوحى القويّ للضعيف بأن الرّزق له مكتوب

وأوحى القويّ للضعيف كذلك، بأن الرّزق للعبد مكتوب، فالله يُعطى العبد حسب نيته، فصدق المسكين، وبدأ الشك يتسرب إلى نفسه، حتى أن البعض من هؤلاء الضعفاء كان قد تكاسل عن آداء عمله، ولم يكتف القوي بذلك، بل وعد الضعيف بأن الله سيُرزقه في الآخرة بدلاً من الدنيا، وما عليه إلا الانتظار والصبر، وترْك الدنيا لأصحابها. وصدّق الضعيف المسكين ما قاله له القويّ، وبدأ يعمل لآخرته مُنذ نعومة أظفاره، ونسي الدُنيا ومن فيها، وانفصل عنها، وأصبح يعيش في عالم آخر، وتنازل عن دوره في هذه الحياة الدُنيا للقويّ طواعيّة

أرض الشنانير

أضف تعليق