
قلت: زينة الحياة الدنيا لم تكن بين أمانينا ولم تكن بين أولوياتنا في تلك الأيام التي عشناها سوياً حتى أننا لم نكن نفكر بها أو نسأل عنها لأن المشاكل اليومية التي كنا نعيش بها أنستنا الحياة وزينتها.
قال: أنا أعرف أن الزينة كانت ولا زالت للعروس فقط في حفل زواجها؟.
قلت: لا يا صديقي الزينة ليست للعروس فقط بل كل شئ في هذا الكون له زينة وزينة الشئ هي كل ما يُضاف لهذا الشئ كي يبدو بصورة أجمل مما كان عليه في السابق.

قال: وهل هذه الإضافة التي ستضاف للشئ كي يبدو بصورة أجمل مما كان عليه في السابق ثابتة أم متغيرة مع الأيام؟ بمعنى هل يتفق الناس على الزينة في الماضي والحاضر والمستقبل أم أنها متغيرة مع الزمن؟.
قلت: لا يا صديقي إن الزينة تتغير بتغير الأيام والسنين والقرون فزينة العروس مثلاً في هذه الأيام ليست كزينتها في القرن الماضي لأن مقاييس الجمال متغيرة هي أيضاً فبالأمس القريب كنا نعتبر جمال المرأة في وزنها وضخامة جسمها بعكس هذه الأيام فكلما خف وزن المرأة كلما كانت أجمل.

قال: وهل تختلف الزينة باختلاف المكان أم هي ثابتة في كل الأمكنة؟.
قلت: الزينة تختلف من بلد إلى آخر ومن مكان إلى آخر فزينة الحياة في البادية غيرها في الريف غيرها في المدينة.
قال: هل زينة الحياة الدنيا اختيارية أم هي اجبارية؟.
قلت: لا بل إجبارية لأن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: خذوا زينتكم عند كل مسجد وهذا يعني أن هناك أمكنة مُعينة لا بدّ أن تكون زينتنا فيها مكتملة كالمساجد ودور العبادة.

قال: أيُعقل يا صديقي أن نتزين للجدران؟.
قلت: الزينة يا صديقي ليست للجدران بل هي لمن هم في داخلها.
قال: حتى لو كنت في بيتك؟.
قلت: نعم لأن الرجل يُحب أن تتزين له زوجته وبالتالي عليه أن يتزين لها في بيتها لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف.

قال: لقد أقنعتي بأن الزينة في البيت واجبة فهل هي أيضاً واجبة في مكان العمل أو في الأسواق؟.
قلت: نعم يا صديقي فنحن اليوم نعيش عصر الصورة لذا يجب علينا أن نظهر للناس بأجمل صورة.
قال: أنا أعلم بأن الزينة تكون للمرأة أما أنت في هذا الحوار فقلبت ما هو مألوف رأساً على عقب بأن جعلت الزينة للرجل أيضاً وبهذا تكون قد ساويت بين الرجل والمرأة دون أن تدري.
