
شجرة الخروب تنمو في قمم وسفوح جبال فلسطين بين حقول التين والعنب والزيتون واللوزيات وفي الأحراش وبالرغم من عدم انتشارها بكثافة إلا انها تعد شجرة تقليدية هامة في حياة الفلسطينيين وهي شجرة كثيفة الأوراق وتمتد أفقياً ورأسياً إلى عدة أمتار وهي من النباتات دائمة الخضرة أي من النباتات التي لا تسقط أوراقها في فصل الخريف وتنمو شجرة الخروب في جميع أنواع الأتربة لكنها تفضل التربة الكلسية منها وهي قادرة على تحمل المناخ الجاف وشبه الجاف.

وتكثر أشجار الخروب في السهول وعلى قمم الجبال وفي سفوحها وعلى الهضاب والمرتفعات الجبلية وفي الوديان والمنحدرات الجبلية وتزهر ثم تثمر هذه الشجرة بين شهري تموز وتشرين الأول أما ثمارها فتكون على شكل قطوف مدلاة من القرون الطويلة التي تبدأ خضراء يانعة ثم يَسْودّ لونها عند النضوج وتخرج من ساق كل شجرة خروب أو من حولها خرصان طويلة وقوية ولينة يسهل ربطها مع بعضها البعض مما جعل النساء يستخدمنها في ربط حزم الحطب بعد تجميعه من الخلاء وتستخدم هذه الخرصان كذلك في تثبيت يد القرطلة أو السل المصنوع من خرصان الزيتون لأن خرصان الخروب أقوى وألين من خرصان الزيتون.

تقطف قرون الخروب الخضراء وهي طرية ثم تغسل وتقطع إلى قطع صغيرة ثم توضع في الخلاط مع كأس من الماء وبعد خلطه جيداً يصفى ويؤخذ ماؤه ويخلط مع الحليب البارد أو المبستر ويحلى بشيء من السكر وهذا الخليط يسمى مكيكة وتشرب المكيكة وهي باردة وسيعمل الخروب ما يعمله النشا في باقي الحلويات وهي من الحلويات الفلسطينية الموسمية المشهورة التي كان الناس ينتظرونها من عام إلى عام على أحر من الجمر في الماضي ليتذقوا طعمها المميز.

أما بعد أن تنضج قرونها فتقطف وتجفف وتؤكل في أيام الشتاء كغذاء أو كماده حلوه وقد تدق هذه القرون جيداً ثم تنقع بالماء لمدة لا تقل عن يوم كامل ثم تفرك باليد جيداً ويزال منها بذورها وتفلها ثم يصفى الناتج بقطعة من الشاش الأبيض ويسمى الناتج بـ «رب الخروب» ثم يضاف له مادة النشا من جريشة القمح المنقوع بالماء سلفاً ثم يغلى الخليط ويقلب ويحرك باستمرار حتى يصبح متماسكاً ويصب في الصحون ويسمى «الخبيصة» ثم يضاف لها الحليب لتلوينها وتجميلها والخبيصة من أهم الحلويات المشهورة في كل أنحاء فلسطين.
