المكان : الشُويخ / الكويت
الزمان : أيلول 1990

كنت في أحد أيام إحتلال الجيش العراقي لدولة الكويت أبحث عن أي دكان في منطقة الشويخ يقبل أن يبيعني (سجائر) بعد أن أخفاها تجارها ليرفعوا من سعرها وذلك بعد أن إنتشر الجيش العراقي في دولة الكويت فوجدت نفسي أقف أمام (بك أب) مكشوفاً وعلى ظهره أشياء غريبة لكنها مُتماثلة فلم أتمكن من التحقق منها عن بعد فقررت أن أقترب من هذا البيك أب أكثر لأتعرّف على ما يحمله على ظهره وذلك من باب حُبّ الإستطلاع ليس إلا.

وعندما وصلته تناولت واحدة مما يحمله على ظهره بيدي اليمنى وقمت بالضغط عليها كي أتفحصها فلم أستطع فاستعنت باليد اليسرى فوجدت ما بيدي أصلب من حجر الصوان لكنه مع ذلك خفيف الوزن فقلت في نفسي:قد يكون نوعاً من أنواع الخبز وأعدتها إلى مكانها وإذا بجندي عراقي أظنه السائق يصيح عليّ من بعيد وبأعلى صوته عندما رآني قد لمست أشيائه الموجودة في شاحنته الصغيرة حيث قال:ماذا تريد يا رجل؟وعن ماذا تبحث؟.

إلتقطتُ واحدة من على ظهر الشاحنة ورفعتها له بيدي وسألته باستهجان عن الذي أحمله بيدي فردّ عليّ قائلاً:هذا (صمّون) عراقي عيني يا للعجب هل يوجد عراقياً لا يعرف الصمّون العراقي؟أكيد أنك لست عراقياً لأن الشعب العراقي كله يعرف الصمون الذي منه إستمد ويستمد قوته على الدوام فهذا الصمون هو الذي جعلنا ننتصر على الفرس والمجوس في الماضي الذي هو ليس بالبعيد وعلى المستعربين من عرب الخليج هذه الأيام وهو الذي سيجلب لنا النصر على أعدائنا الجدد (أكلة السردين).

هذا هو تموين أفراد الجيش العراقي عندما إحتلّ دولة الكويت فقط صمّون يُشبه الخبز وما هو بخبز ومن من أفراد هذا الجيش يُريد غير ذلك عليه أن يتدبره بنفسه كل كما يحلوا له نسيت أن أنبّه القارئ إلى أن الأخ السائق هذا كان يحمل معه تموين مجموعة كبيرة من أفراد الجيش العراقي الذين يرابطون على أرض الكويت في انتظار قوات التحالف يلفّ ويدور في الأسواق عله يجد ما يبحث عنه مثلي.

وبعد أن حررّت قوات التحالف دولة الكويت من قبضة الرئيس العراقي صدام حسين إستطعت أن أحصل على وجبة الجندي من قوات التحالف التي كانت تسقط عليه من السماء وهي مكيسة بكيس من البلاستك الشفاف رُقمت عليه مُحتويات هذه الوجبة وقمت مرة وعددت هذه المحتويات فوجدتها تصل إلى سبع عشرة قطعة فقط لا غير تبدأ بكوب الماء البارد وتنتهي بمادة بيضاء قابلة للإشتعال لتسخين كوب الشوربة الموجود فيها.
