
لم نفهم يا مولاي معنى الإختلاف الذي علمتنا إياه في كتابك العزيز!فأنت من كنت قد جعلت الإختلاف بيننا في كل شيء جائزاً ومحموداً!وجعلت شرطه الوحيد أن يحترم كل طرف منا الطرف الآخر!ويحاوره بالحسنى! ويعترف بوجوده!وإن أراد طرف أن يهزم الطرف الآخر فله ذلك لكن بالحجة والبرهان!وباللتي هي أحسن!ولم نفهم كذلك يا مولاي أنك كنت قد خلقتنا مختلفين في كل شئ!في أشكالنا وألواننا وعقولنا وأصولنا وعاداتنا وتقاليدنا!ولم تكتف بذلك بل دعوتنا إلى التعارف والإعتراف بالآخر والتسامح!.

ومع هذا يا مولاي لم نميز بين الإختلاف والخلاف في تعاملنا مع الآخر!فالخلاف يكون بين طرفين متخاصمين من الناس كل طرف منهما يريد إلحاق الهزيمة بالطرف الآخر!بغض النظر عن الطريقة أو الأسلوب الذي سيتبعه معه!وقد لا يكتفي الطرف الغالب بإلحاق الهزيمة بالطرف المغلوب فقط بل يحاول أن يتخلص منه نهائياً إذا إستطاع وقدر!وعادة ما ينتهي هذا الخلاف بالقتل!وهذا يا مولاي ما كنت قد نهيتنا عنه وجعلته ممنوعاً ومحرماً علينا شرعاً وديناً!.
