وتذكر صاحبنا الأموات


20682_0
من يسمع القرآن وهو ميت سيسمع غيره من القراءات

عندما لم يجد صاحبنا (للأسف الشديد) من يستمع له من الأحياء فجأة تذكر نفسه طفلاً صغيراً عندما كانوا يُكلفونه بقراءة القرآن على قبور الموتى في أيام الأعياد والمواسم في مسقط رأسه وتذكر في الحال  أيضاً كيف كان يتنقل من قبر إلى آخر في المقبرة وبيده اليمنى القرآن الكريم وبيده اليسرى (امْخَمّرة) وجيوبه منتفخة بالملبس والقضامة وبيض الحمام الذي كان يوزع من الأحياء عن أرواح أمواتهم؟ فقرر أن يعيد نفس التجربة وهو كبير في السن هذه المرة ويقوم بقراءة ما كتب على الأموات ظناً منه أن من يسمع قراءة القرآن وهو ميت سيسمع غيرها من القراءات الأخرى.

images6e38toa7
مقابر اليوم مسيجة لا يدخلها الميت إلا بتصريح 

لكنه عندما قارن صاحبنا بين مقابر الأمس ومقابر اليوم وجد الفرق شاسعاً بينهما فمقابر الأمس كانت مفتوحة للجميع يدخلها كل من يريد وقتما يشاء لكن مقابر اليوم مُسيجة يحرسها حارس ولا يدخلها الميت إلا بتصريح فكيف له أن يدخلها دون أن يكون ميتاً أو مصاحباً لميّت؟ إذن فهناك مشكلة عليه حلها قبل أن يبدأ تجربته تلك وبينما كان يحاول حل هذه المشكلة وإذ بمشكلة أخرى أصعب منها تخرج له على السطح لكنها لن تظهر له الآن بل بعد دخوله للمقبرة ولقاء الأموات فيها.

تنزيل
مفردات الأمس ليست كمفردات اليوم!

أما هذه المشكلة الجديدة فهي أن الأموات كانوا يسمعون القرآن والقرآن لم يتغير ولن يتغير لكن كلام الناس مع بعضهم البعض كان قد تغير فلغة الأمس ليست كلغة هذه الأيام وأصبح خائفاً على نفسه من أن لا يفهم عليه الأموات ما سيقرأه عليهم فالكثير من هذه الكلمات التي كانت سائدة في زمانهم بادت في هذه الأيام وظهرت مكانها كلمات وجمل ومصطلحات جديدة قد لا يفهمها الأموات فكيف له أن يفسرها لهم؟.

untitled-copy1
التقى صاحبنا بصديق قديم له ودار بينهما حوار شيق 

بعدها بدأت تنهال عليه أسئلة كثيرة كانت قد راودته قبل أن يقوم بزيارته المرتقبة للمقبرة وكان عليه أن يجيب على هذه الأسئلة كلها قبل أن يقوم بهذه الزيارة الميمونة لكنه لم ينتظر الإجابة على ما جال في نفسه من أسئله وأصرّ على خوض هذه التجربة مهما كانت النتائج والمُعوّقات فواصل مشواره إلى المقبرة وفي الطريق إلتقى بصديق قديم له ودار بينهما حوار شيق إذا أردت أن تعرف ما دار بينهما من حوار فعليك أن تكمل القراءة وتقرأ المزيد.

بدري عليك يا ولدي

أضف تعليق