
قد ينس الزوج أمه بعد وفاتها بسنوات معدودة، لكنها ليست قليلة، ويرجع السبب في ذلك إلى أمه شخصياً، لأنها لم تترك له شيئاً يُذكّره بها بعد رحيلها إلا أغلى الهدايا، وهم إخوته وأخواته، على رأي المطرب الكبير فريد الأطرش، وما هي إلا سنوات محدودة حتى تجدهم تزوجوا وابتعدوا عنه رويداً رويداً، وسيبقى وحيداً، يعيش مع زوجته وأهلها وأقاربها ومعارفهم، إلى أن يغادر هذه الحياة، لهذا فلن ينسَ حماته أبداً، فهي موجودة في حياته اليومية، حتى بعد وفاتها، شاء أم أبى، ممثلة في زوجته.

وعليك أن تعلم جيداً، أن حماة الزوج يا ولدي دائماً تكون أشطر من أمه بكثير، فهي التي كانت قد أعدت له زوجته على نار هادئة، لتكون خلطة سرية مُشفّرة، لا يفك رموزها إلا هي، وكانت في يوم من الأيام، قد نجحت في تسويقها إليه خلال ساعات معدودة، دون أن تعطيه رموز تشفيرها، وعليه بعد ذلك، أن يفك هذا الترميز مع الزمن وحده، ودون مساعدة من أحد، وسيمضي عمره كله، مشغول مشغول بفكّها، وكلما اقترب من فك أحد رموزها، رجع إليه طيف صانعها إلى مخيلته.
