
حرّكت مؤشر الراديو وإذا به يمر هذه المرة على إذاعة تحتلها مطربة الجيل نجوى كرم فأوقفته عندها وإذا بها تغني أغنيتها المشهورة (خليني أشوفك بالليل)وبعد أن استمعت لها وجدتها تغير قاعدة ذهبية من قواعد بناء المجتمعات وليس مجتمعنا وحده فقط عندما تقول فيما هو معناه:ليس عيباً أن يلتقي الأحبة ليلاً إذا لم يتسع النهار لهذا اللقاء لأن الليل لم يعد سكناً كما أراده الله لنا بل علينا أن نستغله أكثر فهو ساتر للعيوب جميعها ومن ضمنها هذا اللقاء لقاء العاشق بالمعشوق الذي تعلم علم اليقين أنه عيب وحرام.

ولكنها ستقوم به رغم أنوف أعمامها وأخوالها حتى لو أنهم اتحدوا ـ طبعاً هي تعرف أنهم لن يتحدوا لأنهم عرب أقحاح ـ وكوّنوا صفين متوازيين لمنع هذا اللقاء فهم لن يفلحوا في منعه لأنها تتحداهم جميعاً وتتعهد بأن تشق طريقها من بين صفوفهم عنوة إذا اتحدوا وتذهب إلى لقاء محبوبها وعندها سيضطر أعمامها وأخوالها أن يرفعوا الراية البيضاء ويستسلموا.
