ذهب الدليل بمن معه في باص الرحلة إلى التلفريك بعد الغداء مباشرة دون أن يمر علينا أو يأخذنا معه وأراد بذلك معاقبتنا فذهبنا وحدنا وعندما وصلناه أدهشني خط سيره فهو يأخذك من بيروت إلى الجبل ويعيدك ثانية إلى بيروت وما أن ركبت به وربطت الحزام وأطلقنا من يعمل عليه حتى وجدت نفسي بين العمارات السكنية فارتعبت خوفاً وقررت أن أغمض عيناي أو أنظر إلى الأعلى كي لا أخاف أكثر وما أن وصلت الجبل حتى حمدت الله على الوصول ظناً مني بأن الرحلة كانت قد إنتهت لكن عندما نزلت على الجبل أدركت أن الرحلة لم تنته بعد وهذا يعني أن للخوف بقية فقلت في نفسي: إذا كان الصعود أخافني بهذا الشكل فكيف سيكون الهبوط؟ ولم أر شيئاً على الجبل وأنا أفكر بطريق العودة وأخيراً عدنا إلى بيروت ثانية ووعدت نفسي أن لا أركبه مرة ثانية لو حضرت إلى هنا في المرات القادمة.