وإكتمل الخلاف بيننا في بيروت


item_xl_9060800_9525562
خرضوات بدلاً من خردوات 

وأخيراً، تحقق حلمي القديم، ودخلت مدينة بيروت، وبدأت على الفور، أقرأ كل ما كتب على اللافتات الكثيرة المزروعة، على أكتاف الطرق، والشوارع، والساحات العامة، ومن خلال النظرة الأولى إلى هذه اللافتات، رأيت التاريخ، والجغرافيا، والفن، والجمال، والعصرنة، والتسويق، والسياسة، والماضي، والحاضر، والمستقبل، والأهم من ذلك كله، وجدت بيروت هي الأقدر بين عواصمنا العربية، على تجديد شبابها، والنهوض من كبوتها في كل مرة، وما لفت إنتباهي في بيروت أكثر، أنهم يستعملون كلمة (خرضوات)، بدلاً من (خردوات)، وكأنهم يكتبون ما يلفظون.

835981
مطعم سمك يديره سماسرة والدليل واحد منهم

أثناء ذلك، بدأ الدليل يُسوّق مطعماً معيناً للسمك في بيروت، وادعى بأنه الأحسن والأنظف، وبعد أن ذهبنا معه إلى ذلك المطعم، لتناول وجبة الغداء، وإذا به مطعم يديره سماسرة، والدليل واحداً منهم، لكن هذا الدليل استطاع أن يضعنا تحت الأمر الواقع، فنحن كنا في غاية التعب والجوع والإرهاق، وبعد أن دخلنا مطعمه هذا، وطلبنا الأكل، لم نأكل منه شيئاً، ودفعنا ثمنه مبلغاً من المال، بعد أن تضاعف سعره بالسمسرة.

d8acd988d986d98ad987
جونيه

وهنا إحتج نفر من الشباب على هذا التصرف من قبل الدليل، واتفقوا فيما بينهم، على أن يبحثوا عن مطعم آخر غير الذي يعينه لهم الدليل في المستقبل، وعلى إثر ذلك، تكهرب الجو بيننا وبين الدليل، بعد أن خاف الدليل على عمولته في المرات القادمة، ونكاية بنا، قام بتوزيعنا على أكثر من فندق، كي يشتت شمل المعارضة، التي بدأت تنمو ضده، وكان نصيبي في ذلك التوزيع (جونيه) على شاطئ البحر، وهناك تكونت المعارضة، واتفق من حضر من الشباب فيما بينهم، على أن يكون الغداء غداً في مطعم (مانويلا) المشهور في بيروت، الذي لا يبعد عن فندقنا، سوى بضعة أمتار معدودة فقط، بعد أن سألوا عن المطاعم المحترمة في بيروت.

بـحـبـك يـا لـبـنـان

أضف تعليق