
في اليوم التالي ذهبنا إلى متحف المشاهير في بيروت فوجدنا فيه تماثيل لشخصيات لبنانية وعربية وعالمية مصنوعة من الشمع بعضها أتقنوا صنعه والبعض الآخر بعيد كل البعد عن شكل صاحبه وما لفت نظري عدم وجود تمثال لـلمطربة اللبنانية فيروز بين هؤلاء المشاهير فسألت الموظفة عن السبب فأجابتني بأن فيروز لا تحب الشهرة وبعد أن تجولت في هذا المتحف وجدتهم قد دسوا السم بالعسل فاختاروا أدباء وعلماء وفنانين عرباً وعالميين تغطية لما يريدون قوله لنا وتركوا الباب مفتوحاً لمن يدفع أكثر من الساسة والملوك والرؤساء العرب ولكي لا يظهروا على حقيقتهم دمجوا الرؤساء العرب برؤساء عالميين ليظهروا برائتهم أكثر.

فمثلاً وضعوا تمثالاً للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات مع ملوك المملكة العربية السعودية في غرفة واحدة واختاروا له صوره مهزوزة عندما كان في أسوأ حالاته الصحية وجسموها فمن يراها لا يرى العزة والكرامة والشموخ والشجاعة والثورة بل يرى شخصاً مسكيناً يتيماً تجوز عليه الصدقة أما تمثال الوليد بن طلال صانع النجوم والفن والفنانين فقد إحتل غرفة لوحده في هذا المتحف غير الغرفة التي تحوي ملوك السعودبة أما تمثال الزعيم الخالد جمال عبدالناصر رئيس جمهورية مصر العربية السابق فكان متواضعاً ووضعوا بجانبه تمثالاً أكبر منه وأضخم وأجمل لحسني مبارك الرئيس الحالي.
